هوية الكتاب
عنوان الإمامة والمهدي
تأليف د.السيد ثامر العميدي
إخراج فنّي باقر النواب
طبعة الأولى (مزيدة ومنقّحة)
عدد الصفحات 318
قياس 17*24
تجليد كرتونة
سنة النشر 2019
ISBN 978-9953-983-16-5
سعر 12$

الإمامة والمهدي

سلسلة البحوث المهدوية (3)

إنّ العقيدة المهدويّة عند الشيعة ليست حركة سلبيّة في تاريخ معتقديها، ولا هي فكرة طموحة قابلة للزوال كما يحلو لخصوم الشيعة وصفها بذلك، بل هي قيمة حضاريّة استطاعت وبكلّ جدارة أن ترفع من منسوب الوعي والمستوى الفكري والعقائدي لمعتقديها درجات عالية، ومكّنتهم من معالجة المشاكل الفكريّة المتراكمة في مجتمعاتنا الإسلاميّة لا سيّما في تاريخ الحركة الإسلاميّة عموماً. وقد أثبتت قدرتها على الاستمرار في التطوّر الحضاري، ودخول معترك التنافس الشريف مع التيّارات الفكريّة والحضارات الأُخرى بعيداً عن لغة التكفير والإرهاب، بخلاف العقيدة بمهدي مجهول يخلقه الله في آخر الزمان تلك العقيدة المهدويّة الزائفة التي أثبتت فشلها على أكثر من صعيد، لأنّها ليست لها جذور صالحة لتنمو وتثمر في أرض الإسلام.

وبغض النظر عن مثبتات الحقيقة المهدويّة عند الشيعة، فإنّ طبيعة الأشياء ترفض رفضاً باتّاً نظريّة العامل الواحد في إنشاء أيّة ظاهرة من ظواهر الواقع، إذ لا بدّ من توفّر عوامل عديدة حتّى تكتمل تلك الظاهرة وتعطي نتائجها الكبيرة في الحياة فيما تعطيه من قوّة وتحقّقه من توازن في الفكر والعقيدة والسلوك. وظاهرة المهدويّة الحقّة كانت مكتملة العوامل قبل ولادة الإمام المهدي عليه السلام، فكيف استطالت فجأة، وأصبحت ظاهرة معروفة، وأعطت نتائجها بتلك السرعة لو كانت كما يدّعي الكاتب الكاذب من صنع متكلّمي الشيعة في القرن الثالث الهجري!

والحقّ أنّ (تطوّر الفكر السياسي الشيعي) لو كان كما يقول الكاتب: (من الشورى إلى ولاية الفقيه) بغضّ النظر عمّا بيّنه هذا الكتاب في ردّه المفصّل، فما هي الجوانب التي احتضنتها عمليّة التطوّر تلك، وما هي العوامل التي خضعت في حركتها لإنشاء تلك الظاهرة كما هو الحال في انطلاق كلّ ظاهرة تروم التغيير أو التطوير؟! مع أنّا نرى كلّ صفحات التأريخ قد دوّنت لنا موقفاً واحداً للشيعة تجاه النظام السياسي في الإسلام لم يتغيّر ولن يتبدّل لا في عصر النصّ ولا في تاريخ المرجعيّة.