خلف حصن الموج
المقدمة
تعتبر سنة 1988 م سنة الذكريات بالنسبة لي، فقد حالفني الحظ واجريت عدّة لقاءاتٍ وحوارات مع خمسةٍ من مجاهدي الدّفاع المقدّس دوّنت خلالها مذكراتهم ورواياتهم، منهم الأخ حسن شريفي أحد المؤسّسين لما يعرف بعمليات "التّكيّف" أو عدم الأمن المتقابل ، وهو نوعٌ من توازن الرّعب في مياه الخليج الفارسي آخر سنوات الحرب.
وقد روى لي ما حفظته ذاكرته من أحداث ببيانٍ سلس وعفوي، خصوصاً تلك التي تتعلق بكيفيّة بحرب "التكيّف" وضرورتها ، وطريقة العمل ومشكلاتها ، ونتائجها وتقييمها ونهايتها، مما حول روايتي هذه إلى مرجعٍ أوّلي مفيد لمحققي ومؤرخي الحرب العراقية \ الإيرانية، إلاّ أنّ بعض الاعتبارات منعت من اتمام هذا العمل وبقيت هذه المذكرات رهينة في درج طاولتي حوإلى إحدى عشرة سنة يعلوها الغبار وتقرأوها الأقدار، ولعدة أسباب لم تطبع ليلها ولم يقرأها النهار.
وها هي الأيام تهبني البشرى مرّة أخرى إذ أقدّم هذه المذكرات للطبع بعد أن تذللت تلك العوائق وانتفت عوالق تلك الاعتبارات، وكم يحبوني الفرح بأن سنحت لي الفرصة لطباعة هذا الكتاب القيّم والتاريخي.
وما توفيقي إلاّ بالله
مدينة بندر بوشهر
السيّد قاسم يا حسيني
ربيع 2010م