هوية الكتاب
عنوان أمواج الهمم
تأليف راضية عزيزي
إعداد ميلاد حبيبي , بجمان عرب
ترجمة زينب دقيق
إخراج فنّي محمد صالح
طبعة الأولى
عدد الصفحات 388
قياس 21*14
تجليد غلاف
سنة النشر 2024
ISBN 9786145080039
سعر 12$

أمواج الهمم

تعريف عن کتاب " أمواج الهمم" (إيران نحو الاکتفاء الذاتي والتقدم)

تمحورت الموضوعات التاريخية للثورة الإسلامية بشكل أساسي حول الأنشطة السياسية خلال الأعوام 63 حتى 78، إضافةً إلى التحديات السياسية المرتبطة بالأعوام 78 إلى 81 وتدوين وتحليل فترة الدفاع المقدس أيضاً.

كما اقتصر هذا المحتوى القليل -باستثناء محتوى الدفاع المقدس- على ما رواه النخب والعوام من الناس.

لهذا السبب نأت رواية الثورة -ذات المشاركة الشعبية الأكثر في العالم- بنفسها عن عوام الناس من منظارين، فمن ناحية تم إهمال موضوع البحث والذي يتضمن الأبعاد، والماهية الثقافية والطبقات الاجتماعية لهذا الحراك، كما أنه لم تحصل التكتلات على استحقاقها المطلوب والتي تعتبر بمثابة المصدر والمراقب لهذه الثورة ذات الطابع الحقيقي والملموس، من ناحيةٍ أخرى.

من هذا المنطلق، دخلت عشرات الآلاف من جماعات المقاومة الاجتماعية والثقافية إلى ميدان العمل والتصميم سواءً في السنوات التي سبقت الثورة أو بعدها، ولم تجد هذه الجماعات مكاناً لها في تأريخ الثورة الإسلامية بل حُظرت أيضاً منها إما عمداً أو سهواً. وقد شملت هذه النواة عشرات الآلاف من المكاتب، والمساجد، والمدارس، والهيئات، والمجالس المنزلية، وفرق الأناشيد والمسرح و... كما مئات الآلاف من نشطاء جهاد البناء، ونهضة محو الأمية، والشؤون التربوية، وأئمة المساجد و...

إنّ هذا الخطأ الإستراتيجي في تعريف وتفسير تاريخ الثورة سيؤدي حتماً إلى كوارث تصب في استمرارية الثورة وتطورها، إذا لم يكن قد أدى إلى ذلك بالفعل.

إنّ الخطأ الثالث الذي يحدث في تأريخ الثورة هو ربط نهايتها بنهاية الحرب العسكرية.

وقد تسبّب انهيار هذا التحول العالمي والنفسي وكذلك الأفق المعرفي، الأخلاقي والأهداف المتفق عليها أو انهيار هذه الظاهرة التاريخية التي امتدت من عام 63 إلى عام 88 و98 في رؤية يومية وحيادية من واقع الحقائق التاريخية التي تشمل زمنياً أحداث ما بعد الثورة حيث أن هذه الرؤية لا تعتمد على استمرار الثورة.

بينما تجلى الجانب المشرق للثورة الإسلامية الإيرانية في الأعوام التي تلت عام انتصارها بمدة مطولة. وخلافاً للكثير من ثورات العالم فإن الثورة الإسلامية الإيرانية أعادت صنع نماذج ثورية في نسلها الجديد فقد بات معتقد التقدم في مختلف المجالات التخصصية مطابقاً للأهداف والدوافع الثورية. حيث لم تستطع الصمود أمام موجة المتنورين وحسب بل استطاعت صدّ المسارات الرجعية على الرغم من وجود هجمات متعددة من الناحية النظرية، والثقافية والنفسية المدعومة عالمياً دعماً شاملاً ومنظماً. كما أكملت الثورة دورها الملهم وتحدّيها للقوة المهيمنة والعظمى على الصعيد الإقليمي والعالمي. بالإضافة إلى المعرفة المستمرة بالأضرار وتصفية التيارات والظواهر استطاعت الموازنة بين التسربات والتدفقات و....

عندما يتم تدوين وتحليل الامتداد التاريخي للثورة في العقود التالية بصورة صحيحة، فإنّ هذا الأمر سيساهم مساهمةً قيمةً في معرفة وتقييم الوقائع المرتبطة بالفترة الزمنية الواقعة بين عام 63 إلى عام 88. كما سيوضح أهمية دور العناصر، الظواهر والتيارات من ناحية مساهمتهم في الاستمرارية والتقدم أو في التشويه، الانحلال والاستحالة.

وفي كل هذه المراحل، يجب الانتباه إلى ماهية الشعب وشمولية تأريخ الثورة وتجنب هيمنة الرؤية السياسية والنخبوية على النظرة الاجتماعية الشاملة. يجب البحث في حقائق الثورة الإسلامية المفعمة والحالمة، في قلب الوقائع الموضوعية للمجتمع وليس في عناوين النشريات السياسية والحزبية.

الثقافة، والأمان، والاستقلال، والتطور، والجمهورية، وأسلوب الحياة و... جميعها كانت الميادين التي سطع أو خفت فيها بريق الثورة خلال العقود الثلاثة الماضية وبعد انتهاء الحرب ورحيل الإمام &. لقد ظهرت وازدهرت سعة الكثير من مفاهيم تاريخ الفكر الإيراني الفلسفية، والفقهية، والفنية، والأدبية، والأساسية والأسطورية في نصف القرن الماضي مع نمو وتحرر المواهب المتحررة من الضعف.

من راهيان نور ، والاعتكاف والرحل الجهادية إلى الانتخابات وعملية المشاركة السياسية مروراً بمحاربة الفقر وتوسيع الرفاهية العامة في القرى والمناطق المحرومة، ثم القفزات العلمية المذهلة في التقنيات الحديثة في مختلف مجالات الطيران، والتكنولوجيا الحيوية، والنانو، والطاقة النووية، والصواريخ و... إلى الظاهرة الملهمة "المدافعين عن الحرم" (التي تمتلك مفهوم اجتماعي وثقافي أكثر من امتلاكها لمعنى أمني واستراتيجي في العقد الرابع للثورة)، والكثير الكثير من هذه الأمور التي تستحق التسجيل، والمراجعة والتحليل.

إن مواجهة الأنماط، والأفكار الجديدة المخالفة للثورة والتحديات حول مفهوم "الاستقامة" (الثبات والتحمل) في أسلوب العيش الفردي، الاجتماعي، السياسي، والإداري و... بكل تعقيداتها، ومرارتها وحلاوتها لها جانب آخر، مطول ومهم من تاريخ الثورة الإسلامية في العقود الثلاثة بعد نهاية الحرب.

"الكنز"، تجد أنّ السعي الجهادي في هذا المسير هي وظيفة إنسانية، وطنية وثورية كما تطلب العون في هذه الرحلة الطويلة من جميع المتعلمين والغيارى على الثورة الإسلامية.

ملف التاريخ الشفوي

مكتب دراسات الجبهة الثقافية للثورة الإسلامية

مقدمة المؤلف:

كان يقول إن الأمر كله يبدأ "عندهم"، بينما كنت أقول إن الأمر برمته يبدأ "عندنا". كان يقول إن عليهم البدء من القاعدة والبنى التحتية، وكنت أرفض وأقول علينا البدء بأنفسنا. كان يقول لا تتدخل فيما لا يعنيك، وكنت أقول ما هو جزء منا لا يمكن إهماله. كان يقول المراتب العليا يجب أن تريد وترغب، وكنت أقول نحن من علينا أن نمتلك العزيمة والإرادة ونرغب. لقد كنت أفكر في كيفية إثبات وجهة نظري، لم يكن تفكيري يصل إلى أي مكان، لم أكن أعرف كيف أحلّل المسائل. لم يكن لدي الفهم الصحيح للوقائع، لقد كانت كل السعات مبهمةً بالنسبة لي. كان لابد من إيجاد طريقة للاستدلال. كان ذلك صحيحاً، فمن غير المستندات والبراهين لا أستطيع أن أكون خصماً لإبهامات واستنكارات هذا وذاك. كان عليّ صناعة مجسمٍ للإرادة، والحركة، والتغيير والتكامل وأدعو الجميع لرؤيته. كان عليّ أن أركّب الاستدلالات المنطقية على التجارب والتحاليل كي تتبدل وتغدو قاعدة. بدأت عملية البحث، لكي أستطيع إخراج إبرةٍ من كومةِ قش كنت أحتاج إلى رأس الخيط. كنت بلا تجربة لذلك قبل كل شيء توجهت إلى من يملكها.

"عليكم أن تكونوا متيقظّين، عليكم السعي إلى إنتاج الصناعات المتقدمة بأنفسكم. إن اليأس من جند إبليس، فهو يحث الإنسان على اليأس. هؤلاء الشياطين الّذين ترونهم طوال التاريخ قاموا بإدخال اليأس إلى الأمم الضعيفة. إنهم من غذوا الشعوب الضعيفة بعبارات (نحن لا نعلم شيءً ولا نقدر على شيء). أحيوا الأمل الذي هو من جنود الله، دعونا نأمل بأنفسنا ونعتمد على إرادتنا. جميعنا علينا أن نجعل هذه الإرادة في الإجماع تصب في إنجاز العمل. أخلقوا الأمل بأنفسكم. على الكُتّاب والمتحدثين زراعة الأمل في نفوس الشعب وعدم بث روح اليأس فيهم، فليقولوا إننا قادرون ولسنا ضعفاء، فليقولوا إننا يمكننا القيام بذلك، وهذا هو الواقع، نحن نستطيع علينا الإرادة فقط." 

"إن تحدياتنا الداخلية هي: الانشغال بالخلافات، فقدان الوحدة، الإصابة بالكسل والاكتئاب، بقلة العمل، باليأس، اعتقدنا أننا لا نستطيع وأننا لم نستطع أصلاً. كلا، فكما قال الإمام نحن نستطيع، علينا أن نتحلى بالعزم. بالتصميم الوطني والإدارة الجهادية نستطيع فك كل العقد." 

"أيها الأعزاء لا يمكننا معرفة المجهولات فقط بالاعتماد على تجاربنا أو الاستماع إلى تجارب الآخرين. فالكثير مما رأيناه واختبرناه لم يره ولم يختبره نسلكم، نحنا رأينا وسيأتي يومٌ ترون أنتم أيضاً. العقود القادمة هي عقودكم، أنتم من عليكم بالتجربة والتحفيز حماية ثورتكم والأخذ بيدها نحو الهدف الأسمى وهو إيجاد حضارة إسلامية جديدة والاستعداد لبزوغ شمس الولاية العظمى (أرواحنا فداه). من أجل أخذ خطوات محكمة في المستقبل علينا معرفة الماضي بطريقةٍ صحيحة وأخذ دروسٍ من التجارب السابقة، إذا غفلنا عن هذه الإستراتيجية سوف يحلُّ الكذب عوضاً عن الحقيقة وسوف يكون المستقبل مستهدفاً من قبل التهديدات الغير معلومة. إن أعداء الثورة بحافزٍ قوي يسعون إلى تحريف وتكذيب الماضي والحاضر، إن دخلاء الفكر والعقيدة والمعرفة كثر. لا يمكن سماع الحقيقة من العدو ومؤسسِ نظامه." 

لقد جمعت المذكرات على حسب موضوعاتها في خمسة فصول، من بينها هناك مواضيع هي حصيلة التطور الناتج وترتبط بشكل خاص بشخصياتٍ عُلمائية وذوي همم في هذا المجال. لذلك إن بعض المذكرات اختصت بدراسة أبعاد شخصياتهم. مع ذلك فإن محور بعض المذكرات هم الأشخاص ولكن من أجل الحفاظ على انسجام وتناسق الكتاب فضلنا أن يكون ترتيب المذكرات وفقاً لموضوعها.

 

نص خلف الکتاب:

 

عليكم أن تكونوا متيقظّين، عليكم السعي إلى إنتاج الصناعات المتقدمة بأنفسكم. إن اليأس من جند إبليس، فهو يحث الإنسان على اليأس. هؤلاء الشياطين الّذين ترونهم طوال التاريخ قاموا بإدخال اليأس إلى الأمم الضعيفة. إنهم من غذوا الشعوب الضعيفة بعبارات (نحن لا نعلم شيءً ولا نقدر على شيء). أحيوا الأمل الذي هو من جنود الله، دعونا نأمل بأنفسنا ونعتمد على إرادتنا. أخلقوا الأمل بأنفسكم. على الكُتّاب والمتحدثين زراعة الأمل في نفوس الشعب وعدم بث روح اليأس فيهم، فليقولوا إننا قادرون ولسنا ضعفاء، فليقولوا إننا يمكننا القيام بذلك، وهذا هو الواقع، نحن نستطيع، علينا الإرادة فقط.

الإمام الخميني ، 19 كانون الثاني1981