هوية الكتاب
عنوان البهائية الصهيونية
تأليف الشيخ أحمد عيدي العاملي
إخراج فنّي السيد رضا نوراني
طبعة الأولى
عدد الصفحات 234
قياس 21*14
تجليد غلاف
سنة النشر 2024
ISBN ۹۷۸٦۱۴۵۰۸۰۰۲۲

البهائية الصهيونية

مقدمة:

إنّ معرفة العدو أحد هي أحد أكثر المواضيع محورية في مجال مواجهة التهديد والجهوزية الدفاعية. وكم من أممٍ تعرّضت لمصيرٍ بائسٍ على مرّ التاريخ وذلك بسبب الغفلة عن العدو وفقدان الوعي والبصيرة السياسية والاجتماعية اللّازمة في التّعرّف على مؤامرات العدو وعدم اتخاذ المواقف في الوقت المناسب وبالشكل الصحيح.

يقول الإمام علي ×: "من نام عن عدوّه أنبهته المكايد" 

يقول قائد الثورة المفدّى آية الله السيد علي الخامنئي (مدّ ظلّه العالي): "على الأمة أن تعرف العدو، وتتعرّف على خططه وتعدّ نفسها لمواجهته." 

إن القرآن الكريم بمعجزته الخالدة وخطّته لحياة البشر في جميع الأزمنة، لم يعرّف لنا العدو وحسب، بل إنّه تعرّض لتحديد أولويات الأعداء وتشريح عمق مطالبهم بتبيين أهدافهم المعلنة والمخفيّة وضرورة يقظة وبصيرة المسلمين في مواجهة العدو ومواجهتهم بشكلٍ صحيح. يعرّف القرآن اليهود على أنّهم عدو المسلمين الأول ويشرح صفاتهم وأهدافهم.  وعلى حدّ قول القائد العظيم (مدّ ظلّه العالي)، اليوم "شبكة الصهيونية العالمية" هي مظهر العدو الخارجي. 

إنّ تأثير اليهود في إيجاد الفرق، والتيّارات، ونشر وزيادة الفرق المنحرفة طيلة التاريخ أمر مسلّم ومعروف. 

إنّ إيجاد الفرق والّذي يُعدّ أحد أساليب الاستعمار من أجل مواجهة الإسلام وإيجاد الشرخٍ والانفصالٍ في صفوف المسلمين، على طريقة يهدف "أحدِث الخلاف وأحكُم" وهذا ما هو الآن سائدٌ في المجتمعات الإسلامية وتُعدّ الفرقة البهائية إحدى هذه الفرق.

ومع الالتفات إلى أنّ دين الإسلام هو خاتم الأديان ونبي الإسلام العزيز | هو خاتم النبيين،  لذا فإنّ البهائية ليست ديناً بل هي فرقة ضالة والتي تُعدّ فرقة استعمارية حسب الشواهد التاريخية وفقاً لما لديها من علاقاتٍ ومعاملاتٍ حميمة وقريبة مع يهود العالم "الصهيونية".

هذه الفرقة الّتي بُنيت بواسطة الميرزا حسين‌علي نوري "بهاء الله"، متفرّعة عن البابية والبابية متفرّعة عن الشيخية وفي الوقت الحالي مركز هذه الفرقة الاستعمارية الأساسي هو "بيت العدل الأعظم" الموجود في أرض فلسطين المحتلة.

الشواهد التاريخية والوثائق الموجودة حتى في كتب البهائيين ومجلّاتهم الخاصة، تدلّ على أنّ نموّ وانتشار هذه الفرقة بل وحتى أحكامها وتعاليمها مرتبطة بالصهاينة.

إضافة إلى التعاون في كافّة المجالات بين البهائية والصهاينة قبل انتصار الثورة الإسلامية، تشهد اليوم أيضاً نشاط البهائيين الواسع في المجتمعات الإسلامية وخصوصاً إيران، وإعلاناتهم الواسعة في الإنترنت والقنوات الفضائية، والجاسوسية بل وحضورهم المباشر في الاحتجاجات عام 2009 م والاعتداء على الثورة الإسلامية بأيّ طريقة ممكنة، لذا من الضروري ومن خلال توضيح ماهية هذه الفرقة الحقيقية للناس والمسؤولين أن يتم توضيح العلاقة المتقابلة بين الصهاينة والبهائية من أجل إيقاظ أذهان الناس بالنسبة لأخطار تسلّل هذه العوامل المعادية في المجتمعات الإسلامية.

كذلك فإنّ دراسة كتب البهائية وخطب قادتها، وتعامل البهائية عي أساس الوثائق والشواهد الموجودة، والتجسّس، كلّها تُثبت الدعم المالي وخدمة البهائيين للصهاينة.

يوجد خصائص مشتركة بين البهائية والماسونية اللّتين تشتركان في هدف خدمة الصهاينة ممّا تسبّب في تقارب وتعامل البهائيين والماسونية مع بعض.

وقد أثبتت الصهيونية أيضاً تحالفها واتّحادها مع البهائيين في وجوه مختلفة ولطالما قامت بدعم هذه الفرقة الضالة من خلال تقديم الإمكانات الخاصة والإعلانات والصداقة معها.

لقد أشار الإمام الخميني (ره) القائد الكبير ومؤسّس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ببصيرته ورؤيته النّافذة، مراراً إلى علاقة البهائية والصهيونية القريبة وحذّر من خطر نفوذ هذه الفرقة الضّالة في المجتمع الإسلامي بصفتهم من عوامل الصهيونية.

لقد تصدّت الكثير من الكتب والمقالات خصوصاً في السنوات الأخيرة إلى "علاقة البهائية والصهيونية" والتي تمّ الاستفادة منها في هذا التحقيق، لكن للأسف لا يوجد أيّ كتابٍ يشمل دراسة جميع أبعاد وجوانب هذا الموضوع، لهذا فإنّ هذا الموضوع جديرٌ بالتحقيق.

في هذا التحقيق تمّ الالتفات إلى علاقة البهائية بالصهيونية من الجهة التاريخية – السياسية، ولم يتم تناول المسائل الاعتقادية والمواضيع الأخرى حيث إنّ هذا الموضوع يستدعي تحقيقاً منفصلاً وموسّعاً.

القسم الأول بعنوان "مقدّمة البحث" تناول مفهومي الصهيونية والبهائية بشكلٍ مختصر، ويوجد فيه إشارة عابرة إلى موضوع اليهود في القرآن واليهود أو الصهيونية.

القسم الثاني بعنوان "بعض من دعم وخدمات البهائيين للصهيونية" تناول دراسة حول قادة البهائية والصهيونية خصوصاً في مجال تأسيس الكيان الإسرائيلي الصهيوني، التجسس، دعم البهائيين المالي للصهيونية وعلاقة البهائية والماسونية الخاصة والمميّزة.

القسم الثالث بعنوان "تحالف الصهيونية مع البهائيين" تناول مواضيع مثل اليهود ناشري البهائية، علاقة الرجال الصهاينة بالبهائية، الإمكانات الخاصة ودعم البهائيين في الأراضي المحتلة وحماية الإعلام الصهيوني للبهائية.

إنّ بلد إيران الإسلامي له أهمية خاصة عند الصهاينة والبهائيين، ومن هنا نشهد توسّع أنشطة البهائيين بصفتهم عمّالاً للصهاينة في هذا البلد. لذا في القسم الأخير تطرّقنا إلى كيفية انتشار نفوذ الكيان الصهيوني في إيران بواسطة البهائيين في العصر البهلوي وما بعد الثورة.

وبسبب ظروف فرقة البهائية السياسية والاجتماعية الخاصة، والسريّة والتعقيدات الأمنية الصهيونية، كذلك وبالالتفات إلى تنقيح الأخبار واختراق وسيطرة الصهيونية والبهائيين في باقي البلدان وخاصة في الدول العربية والاسلامية لا يوجد الكثير من المعلومات حول علاقة البهائية بالصهيونية في تلك البلاد. وفي إيران أيضاً إن الحصول على المعلومات المتعلّقة بهم خصوصاً بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، لا يتمّ إلّا بمقدارٍ قليل. إضافة إلى هذا، مشكلة التحقيق الأخرى هي فقدان المصادر المختصة وعدم الوصول إلى كتب البهائيين الخاصة والّتي كانت قد جعلت سير التحقيق بطيئاً وصعباً. في هذا التحقيق تمّ السعي إلى الاستفادة من الكتب والمجلّات التاريخية المعتبرة والوثائق التاريخية الصحيحة لكن من المسلّم وبالالتفات إلى معلوماتنا المحدودة يوجد بعض النواقص في هذا الكتاب ونأمل أن نزيل هذه النواقص من خلال آراء ومعلومات المطّلعين عليه.

آمل أن يكون هذا التحقيق خطوة ولو قصيرة في معرفة المؤامرات وكيفية نفوذ الصهيونية العالمية بواسطة عمّالها [البهائيين] في البلدان الإسلامية وإنارة الذهن العام. كما أن هذه الخطوة سوف تستتبع بخطوات أخرى لتسليط الضوء على نشاط البهائية في كافة الدول العربية وخاصة في سوريا ولبنان والأردن.

على أمل أن تقع هذه المحاولة مورد قبول من قطب عالم الإمكان، حضرة بقية الله الأعظم (أرواحنا له الفداء).

رئيس مركز الوعي للدراسات الإسلامية

شيخ أحمد عيدي العاملي- جمادي الثاني 1445

الحوزة العلمية - مدينة قم المقدسة

 

قال سماحة الامام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) في بيان تكليف المؤمنين والمؤمنات في مواجهة الفرقة البهائية الضالة، والمضاعفات المترتبة على تواجد أتباع هذه الفرقة في أوساط المجتمع الإسلامي:

"على جميع المؤمنين التصدي لخداع وإفساد الفرقة البهائية الضالة، ومنع انحراف واندفاع الآخرين نحو هذه الفرقة الضالة".

أجوبة الاستفتاءات، س 342