الأنبياء أولو العزم (عليهم السلام)

تعريف عن كتاب الأنبياء أولو العزم (عليهم السلام)

يقول تعالى في كتابه الكريم: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين}، والهدى هنا هو الغاية الكبرى التي خلق النّاس من أجلها {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ}، وهذا يؤدي بدوره إلى الفوز وتحصيل القلب السليم {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.

وقد تنوعت الهداية القرآنية للبشر وذلك تبعاً لمستويات المعرفة البشرية وكمالات واستعدادات المخاطب، فكانت الهداية التكوينية، والهداية التشريعية، وإن صحّ التعبير يمكن القول بقليل من المجاز الهداية السردية والهداية القصصية { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، دون إغفال ما لها من أثر في جذب انتباه المخاطب والحفر في مخيلته، خصوصاً إذا كانت منطلقة من واقع حتمي ومصاغة ببيانٍ خلاب رائع، لذلك كانت القصة القرآنية مفردة من مفردات الهداية ومصاديقها.

وأجمل ما في قصص القرآن هو قصص الأنبياء الكرام عليهم السلام، بما فيها من مآثر وفضائل ومكارم وعِبَر، خصوصاً الأنبياء أولي العزم عليهم السلام التي نصّ عليهم القرآن الكريم بأنّهم الأسوة المطلقة بالصّبر {واصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل}.

وقد كان من بينهم أنبياء عرفوا بأنهم أولوا عزم أي أصحاب كتب وشرائع للعالم بأسره وهم: نوح عليه السلام، إبراهيم عليه السلام، موسى عليه السلام، عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والأنبياء الذين كانوا بينهم، إن وجدوا، كانوا تابعين لشريعة النّبي الذي قبلهم إلا المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه لا نبي بعده.

وهذا الكتاب إنما هو محاولة لعرض حياة هؤلاء الأنبياءعليهم السلام بلغة بسيطة خالية من التعقيد وبعيدة عن البحوث النظرية التي تذكر عادة في كتب التفسير والعقائد والأحكام، إذ لطالما قد سئلت من قبل النّاس أن أسرد لهم قصة لنبي أو أن أدلّهم على كتابٍ يستطيعوا قراءته وفهمه، لذلك فهو كتاب مطالعة لا أكثر لكل أبٍ وأمٍ وامرأةٍ ورجلٍ وشابٍ وفتاة....

والمجلد الأول يتحدث عن مقدمات عامة ووجه الحاجة إلى النبوة ثم ننظر من خلاله إلى الأنبياء أولي العزم عليهم السلام  نظرة عامة ومن ثم نتعرف على حياة أربعة من أنبياء عرفوا بأنهم أولوا عزم أي أصحاب كتب وشرائع للعالم بأسره وهم: نوح عليه السلام، إبراهيم عليه السلام ، موسى عليه السلام ، عيسى عليه السلام وفي المجلد الثاني نتعرف على حياة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.