شراء
هوية الكتاب
عنوان مواليد لوس أنجلوس
إعداد بهزاد دانيشغار
ترجمة ايمان الموسوي
إخراج فنّي محمد صالح
طبعة الاولى
عدد الصفحات 300
قياس 14*21
تجليد غلاف
سنة النشر 2021
ISBN 978-9953-983-70-7
سعر 9$

مواليد لوس أنجلوس

تعريف عن الكتاب:

محمد شاب ايراني هاجر مع أهله إلى أمريكا حيث نشأ وترعرع في مدنها حتى صار له شركته الخاصة، كان غارقاً في ملذات الحياة منبهراً بالحرية المطلقة، يقرر السفر الى البرازيل للإستمتاع بالكرنفالات هناك ولكن وفي لحظة انتظاره موعد انطلاقها تقع عيناه على كتاب القرآن يحمله ويقرأ بعض آياته لتتغير كل حياته فيغيّر برنامج رحلته وهذه المرة إلى غابات الأمازون مختلياً بربه متأملا في عظمته وإبداعه .

يعود إلى أمريكا إنساناً آخر لتبدأ رحلته في مواجهة محيطه ولكن مع إصراره يتقبله الجميع. 

في المقابل توجد راحلة وهي فتاة إيرانية هاجرت مع اهلها الى امريكا، تحّملت كل ضغوطات المجتمع حولها وواجهت التنمر بالصبر وحافظت على حجابها وإيمانها.

محمد صار عاشقاً للقرآن، أدرك أن السعادة المطلقة تكمن في القرب من الله فهل سيكتفي بذلك أم سينقل تجربته ناشراً دين الاسلام في الأرجاء، وكيف سيجمعه القدر براحلة ؟ من قلب موطنه إيران يسرد محمد تجربته الشيّقة في رواية " مواليد لوس أنجلوس" .

المشهد الاول من الكتاب:

تعتبر البرازيل  رمزًا لكرة القدم والإثارة بالنسبة للكثير وتعتبر بيليه  وايكو  و... وما إلى ذلك رمزًا للمتعة  لبعض الناس، ورقصاً وموسيقى سريعة ومثيرة للبعض الآخر. ولقد كنت أنا من الفئة الثانية، خاصة بعدما تعرفتُ على حدث جديد في مدينة (أريو دي جانيرو)  وهو (كرنفال الرقص).

منذ أن تعرّفت على هذا الكرنفال صرت أتوق لرؤيته دائماً، كنت قد جربتُ كل أنواع المرح والرفاهية حتى اليوم، لكنني شعرتُ أن هذا شيء آخر. أصبحتُ كالمدمنين الذين لم تعد ترضيهم الأنواع السابقة... وفي كل مرة يبحثون عن شيء جديد، وفي كل مرة يقولون أيضاً: إنّ هذا شيء آخر، إذا جرّبته سأتوقف عن فعل هذه الأمور وأتابع حياتي.

مجموعة من الرجال والنساء السكارى والعراة في الزقاق والشارع يرقصون ويرقصون وكلّهم يبحثون عن المزيد من المتعة فقط. كل شخصٍ غارق مع نفسه وملذاته، لا علاقة لأحد بالآخر. ولهذا السبب جئت إلى (ريو). (ريو ترمز إلى ريو دي جانيرو) ثالث أكبر مدينة في البرازيل وحلم المترفين، وهي تقع في المناطق الاستوائية من الكوكب، بجوار المحيط، والمباني الأنيقة، والشوارع المليئة بالأشجار.

أخذتُ سيارة أجرة إلى وسط المدينة. بدت عيناي كالعطشان الذي يبحث عن أثر أو علامة للكرنفال الذي جذبني إلى هناك. قال سائق تاكسي المطار: "الكرنفال سيبدأ بعد ساعة أو ساعتين عندما تغرب الشمس ويبرد الجو قليلاً، يدور في المدينة من الليل إلى الصباح ويتبعه الناس راقصين، ثم يعودون إلى فنادقهم قرب الصباح منهكين حتى غروب اليوم التالي عندما يبدأ الكرنفال مرة أخرى ويجتمعون ثانية". قلت في نفسي يا لهذا الأسبوع الممتع! أسبوعٌ ذهبي.

عندما ذهبتُ إلى السفارة البرازيلية، قدم لي الموظف هناك شرحًا مثيرًا للإعجاب حول الكرنفال. هو نفسه كان رسامًا. كما قدم لي إحدى لوحاته كهدية وقال إنه يود أن تبقى هذه اللوحة عندي، وأوضح أن جذور هذا الكرنفال تعود إلى ستمائة عام سابقة، عندما لم يكن مسموحاً للعبيد بحمل السلاح والاتحاد مع بعضهم البعض، وكان أوليائهم يعاملونهم بقسوة شديدة. لأنّ العبيد كانوا قد جاءوا من أجزاء مختلفة من إفريقيا، ولديهم ثقافات مختلفة. لكنهم استطاعوا أن يجتمعوا معاً ويتحدوا بإظهار ثقافتهم المتشابهة وملابسهم، وعادات القرى و... و بمرور الوقت أصبحت هذه التجمعات كمناسبة تشبه هذا الكرنفال. في الواقع، لقد استطاعوا أن يتحدوا بحجة هذا الكرنفال كي لا ينسوا أنفسهم وثقافتهم.

هؤلاء السود، الذين كانوا مستعبدين في أمريكا الجنوبية، ابتكروا رقصة تسمى (كابويرا)  وهي في الأساس فن قتالي، وهي رياضة من فنون الدفاع عن النفس تدرّبوا عليها، لكن لأنها كانت على شكل رقص، فما كان لأحد أن يعترض عليها. من ناحية أخرى، نظرًا لأنه لم يُسمح للعبيد بحمل الأسلحة، فأولئك الأشخاص الذين لديهم هذا الفن وأصحابه عملوا بجد على هذه الرياضة وتمكنوا من تدريب السود في ذلك الوقت. وفي النهاية أحدثوا ثورة وحرروا أنفسهم من العبودية.

وكما كان الموظف يشرح لي، فإن رقصة الكابويرا هي في الواقع شيء مثل رياضة (الزورخانة) ، والتي هي في الحقيقة نوع عسكري وملحمي، لكنها تبدو على شكل رقص، (كذلك الكابويرا) وهذه الطريقة تخفّت في شكل رقص في ثقافتهم. يقول: " كان هؤلاء الناس يتجمعون في الشوارع أو الأماكن العامة في الماضي، مرتدين أزياءهم التقليدية، ويرقصون بهذه الطريقة ليحافظوا على تقاليدهم وثقافتهم في بلد أجنبي". ولكن بعد انتهاء العبودية، تحولت هذه الحركة الثورية التحررية تدريجياً إلى احتفال. هذا الاحتفال الذي هو اليوم شعار البرازيل أو دول أمريكا الجنوبية الأخرى. التجمعات والرقصات المثيرة التي يُشرب فيها الكثير من الكحول، ويزينون مدينتهم بالفواكه الاستوائية.

عندما دخلت المدينة من المطار، كان الشارع الرئيسي للمدينة والشارع الساحلي مليئين بالأكشاك المزينة بالفواكه الاستوائية والأقمشة والريش التي تذكر المشاهد بأجواء الهنود الحمر. اصطفت أكشاك مترادفة جنب الشوارع، ممهّدة الطريق لمرور الكرنفال من هناك. كان هناك أشخاص في الأكشاك، يغطون أو يزينون أنفسهم بالريش والقماش المشبك والجواهر، حتّى أنّ بعضهم لم يكونوا يرتدون ملابس نهائيّا، بل ألصقوا الجواهر على أجسادهم فقط وحسب. إنّ مجرد تخيل هذا هو أمرٌ مثير؛ كان الكرنفال يمر من هذا الطريق ومائتا شخص يطبلون معًا ويرقصون بنفس الطريقة.

عندما وصلتُ إلى الفندق واستقررتُ في غرفة، استلقيت على السرير لأستريح قليلًا، وفجأة بدأت النوافذ تهتز وارتفعت جلبة شديدة. هز صوت الطبول والموسيقى الصاخبة المنتشر من خلال مكبرات الصوت نوافذ الفندق، فعرفتُ أن الكرنفال يمر من أمام الفندق، وركضتُ نحو النافذة وشاهدت الشاحنات والمقطورات التي كان الكرنفال منصوبًا عليها تعبر أمام الفندق. كان بعض الناس يشاهدون فقط وآخرون كانوا يشاركون بالرقص معهم. صرت متحمسًا لرؤية هذه المشاهد الممتعة التي سأحضرها هذه الليالي والأيام، فقلت: "يا للمكان الذي أتيته! يا للحماس والإثارة هنا!"

اعتقدتُ أن الكرنفال قد بدأ للتو ولن ينتهي الآن، من الأفضل ألا أستعجل. قررتُ أن أنال قسطًا من الراحة لساعة أو ساعتين واستحم، ثم أذهب للمهرجان. استلقيتُ على السرير، ولكني لم أنم. وكان عليّ أن أقرأ بضع صفحات من كتاب كي تتعب عيوني وأغفو؛ لذلك ذهبت إلى حقيبتي. وفجأة ظهر لي كتاب صغير أوراقه قديمة بغطاء أخضر. في البداية لم أتذكر ما هو هذا الكتاب ومن أين أتى. لكن مع قليل من التركيز، تذكرتُ اليوم الذي غادرت فيه (لوس أنجلوس) . ودّعتُ والدتي ووضعتُ حقيبتي على كتفي، كنت ألبس حذائي وقد وصلتْ أختي الكبرى (فريبا)، وقد خمّنتْ من ظاهر وضعي أننّي عازم على السفر مرة أخرى، قالت لي: "أغور محمد إلى أين أنت ذاهب بالسلامة"؟

قلت "إلى البرازيل".

قالت: "آه! المكان الوحيد الذي لم تذهب إليه بعد، وماذا في البرازيل؟"

قلت: "سأذهب وأرى ماذا هناك". غمزتني فريبا وضحكنا، ثم عانقتها وودعّتها. وعندما أردتُ مغادرة المنزل نادتني فرجعت. ذهبتُ باتجاه المدفأة وكانت قد نشرتْ مفرش (هفت سين)  على رف الموقدة، حملتْ كتاباً عن الرف وجاءت نحوي، قالت: "دعني أمررك من تحت القرآن". سألتها: "لماذا؟" قالت: "كي يحفظك فالبرازيل بعيدة جدًا".

عندما مررتُ من تحت القرآن توقفتُ أمام الباب مرة أخرى وقلت: "فريبا، أعطيني القرآن ليكون معي". نظرت فريبا إليّ متعجّبة؛ ولكن مع ذلك ناولتني القرآن وأنا وضعته في حقيبتي.

قلتُ لنفسي، يا لها من فتاةٍ خرافاتية لا تخجل. جاءت إلى أمريكا، مركز العلم والمعرفة، تأكل وتمشي وترقص مثل الأميريكيين، ومع ذلك لم تتوقّف عن الخرافات، وكأنّما الكتاب يستطيع أن يحفظ الإنسان من المصائب. سأقرأ بضع صفحات من هذا الكتاب عندما تسنح لي الفرصة وأجد بعض المطالب غير العلمية والخرافية لكي أصفعها على وجهها عندما أعود وأقول لها: "أقلعي عن معتقداتك الخرافية أيتها الغبية! لماذا أتينا إلى هنا إذا كان من المفترض أن نعيش بهذه المعتقدات؟ كان بإمكاننا أن نبقى في إيران ونعيش حياتنا كالآخرين."

هذا القرآن الذي يُقال أنّه يخص جدتي، ولم يُفتح ولو لمرة واحدة في هذه السنوات الأخيرة، ويظهر أحيانًا على مفرش (هفت سين) فقط، هو في يدي الآن. قلت: "لم لا؟ وهل يوجد وقتٌ أفضل من هذا؟ فأنا أملك الفرصة الكافية وأرغب في قراءة كتاب على أيّ حال، لذا سأقرأ بضع صفحات منه لأرى ما هو مراد القرآن بالضبط."

فتحتُ الصفحة الاولى، وجدتها باللغة العربية التي لم أكن أجيدها جيداً، ولكن تحت السطور العربية توجد كلمات صغيرة بالفارسية ويمكن قراءتها مع التركيز قليلًا:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ‏. ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فيهِ هُدىً لِلْمُتَّقينَ ...}  توقفتُ عند هذا السطر قليلاً وقلت: "أووووه، وأي ثقة لديه في نفسه أيضًا. كتاب لا شك فيه ولا ترديد. عرفتُ تكليفي إذاً، أبحث وأجد بعض المواضع التي فيها تناقض أو شكوك، وأفضحه. هذا الكلام ينفع العرب قبل ألف وأربعمئة عام الذين لا علم لهم ولا يعرفون سبب الكثير من الحوادث. ثم جاؤوا واخترعوا شيئًا خياليّا لينسبوا إليه سبب جهلهم؛ وأطلقوا عليه اسم (الدين) لكن اليوم بوجود العلم والمعرفة، أين يكون الدين؟ هذا يخص العرب الذين لا يعرفون تنظيم أمورهم ولا يجيدون الاهتمام بالنظافة! العربي الذي لا مكان له اليوم في المجتمع البشري الحديث."

قرأتُ بضع آيات أخرى حتّى وصلتُ إلى الآية 23 و 24 من سورة البقرة. لم يكن لديّ شعور معيّن اتجاه ما أقرأ، ولهذا أغلقتُ المصحف ووضعته جانبا وأطفأت النور ونمت. بعد لحظات، قلت في نفسي فجأة، ما معنى هذه الجمل التي قرأتها؟ من البداية يقول: "هذا الكتاب الذي يهدي المتّقين". ويذكر لهم صفات: "الذين يؤمنون بالغيب، يقيمون الصلاة، يؤتون الزكاة" . يقول هذا ثم يطرح صفات أخرى حول أشخاص وأفكار مختلفة، إلى أن يصل إلى هذه الجملة وإذا كان عندك شك في أن هذه الكتابة مكتوبة بيد البشر ولم تنزل من قبل خالقك (وكان هذا الشك عندي)، فتعالوا جميعًا واسعوا معًا وتكاتفوا واكتبوا أحدى سور هذا الكتاب وادعوا شهداءكم، وإن لم تفعلوا ذلك فسنخبركم الآن أنّه حتى يوم القيامة لا يمكنكم فعل ذلك! خافوا من العذاب الذي أعدّ للمعاندين الذين يرون الحق وينكرونه. 

قلتُ في نفسي، "ماذا يعني هذا الكلام؟ ألم يستطع أحد أن يكتب شيئًا مثل القرآن طوال هذه القرون الأربعة عشر؟ أساسًا، هل هذا ما يقوله أو أنّه يقصد شيئًا آخر؟ فجأة، أصبح هذا الموضوع مهمًا جدًا بالنسبة لي لدرجة أنه اضطرني أن أشعل الضوء وأعيد قراءة الصفحات التي كنت قد قرأتها لعدّة مرات أخرى. ربما قرأت هذا النص ثلاث عشرة أو أربع عشرة مرة من البداية إلى هذه الجملة الصادمة جدًا، كنت أقرأ وأرجع ثانية وأقرأ من بداية سورة البقرة إلى ذلك الموضع.

كنت أقول لنفسي ماذا يعني ذلك؟ هل يمكن أن يكون قد مضى أربعة عشر قرنا على هذا الكتاب وهذا الخطاب فيه منذ ذلك الوقت وحتى الآن ولم يستطع أحد أن يعارضه. ولم يتحدث أحد عنه على الإطلاق. أنا نفسي لحد الآن لم أقرأ أو أسمع كلاماً يشبه هذا في أي كتاب آخر من قبل. أساسًا لماذا لم أفتح هذا الكتاب لأطّلع على محتواه على الأقل، أو لماذا لم أتعامل مع هذا الكتاب ككتاب درسي؟ مثلاً أجلس مرة وأطالعه من البداية إلى النهاية ليكون لديّ اطلاع على ما فيه من معلومات؟ لماذا لا أعتقد أنّ هذا الكتاب قد يحتوي على مادة قيمة؟ فهذا الكتاب له منطق يتكلم به. أحدها عندما يقول لك أنك إذا كنت تشك في أن هذا الكتاب مكتوب بأيدي بشرية عندها سيكون باستطاعة الناس أن يكتبوا مثله، وإذا لم يستطيعوا ذلك، فهذه علامة تدلّ على أنه وحيٌ حقاً ويجب أن تقبل قوله.

كان هذا التلقّي الجديد بمثابة صدمة كبيرة لي. في هذا الكتاب، كنت أواجه منطقًا عميقًا جدًا لم أر مثيل له في أي مكان؛ أعني أن الكلام الذي كنت أقرأه لم يكن مجرد كلامٍ بسيطٍ، كان أشبه بالفخ الذي وقعتُ فيه ولا أستطيع الخروج منه؛ ولا أستطيع إنكار سماعي لهذه الجملة والتصرف كأنني لا علاقة لي بهذا الكتاب، أو لأنني سمعت هذا المنطق فلابدّ أن أجد منطقًا أعلى منه.

كان من المفترض أن أبحث وأتحقّق لأرى حقًّا هل استطاع أحد في هذا العالم كتابة سورة مثل إحدى سور هذا الكتاب منذ ذلك الزمان وحتى الآن. هل تم الرد على هذا الادّعاء الذي ادعاه الكتاب بالفعل من قبل شخصٍ ما وإذا رُدّ أو لم يُردّ عليه لماذا لم يتحدثوا عنه. لماذا لم يخبرني والداي عنه؟ لماذا لا يقول أقاربي أي شيء؟ لماذا لا تعرف أختي التي وضعتْ هذا الكتاب فوق رأسي ماذا يقول وعن أيّ شيءٍ يتكلم؟ لماذا لا يعرف الناس ولا يطّلعون على حديث هذا الكتاب لهذه الدرجة؟ شغلتْ هذه الأسئلة ذهني بالقرآن، واستغرقت الرحلة التي كان من المفترض أن تستمتر أسبوعاً إلى عشرة أيام قرابة الأربعين يوماً.

لقد فاجئني القرآن. لو قيل لي في أحد الأيام أنّ القرآن يدّعي هذا الادّعاء واذهب أنت وتحقّق منه، ربما كنت قد بحثتُ عنه منذ سنوات. هذه أحد الأمور التي أتحسّر عليها حقًا وبكيت من أجلها فيما بعد، إلهي لماذا لم أقرأ هذا الكتاب منذ عشر سنوات؟ كنت متأكداً أنّني لو سمعت هذا قبل عشر سنوات لما كان من الممكن أن أفعل الأشياء التي فعلتها حتى الآن. وما كان ممكناً أن أسلك تلك الطرق، لأنّ هذه الرسالة كانت واضحة ودقيقة لدرجة أنها لم تدع لي مجالاً للشك؛ بدلا من أن أعتقد (أو أحتمل) أنّ المحتوى الذي قيل هنا ليس أكمل ما قيل، بل على العكس فقد كان أكمل كلاماً ومنطقاً برأيي؛ لأنّني كنت على ثقةٍ كاملة بأسلوب حياتي ووجهتها ومرتاحاً من القرارات التي اتّخذتها، وكنت أشعر بأنّي شخصُ ناجح فقد كان لديّ عمل جيد ذو دخل مرتفع في مرحلة الشباب. هذه الأمور زادتني ثقة بنفسي لدرجة أنني صرتُ أعتقد أنني أستطيع اتخاذ جميع القرارات في حياتي بنفسي.

في ذلك اليوم، تصوّرتُ أيضاً أنني يجب أن أحدّد موقفي من هذا الكتاب هنا، ولا أحتاج فيه إلى نصيحة أو وقت أو مكان آخر. عليّ الآن أن أقرّر بشأن الجملة التي سمعتها هنا، أقيّمها جيداً واتخذ قراري جيداً. بدأتُ بقراءة الكتاب ولم أستطع تركه لحظةً واحدة، ولهذا استغرقتْ رحلتي أربعين يوماً.

تعليقات الزوار

سلة المشتريات