تذكري...
كتاب " تذكري... " من مجموعة حكاية الصالحين رقم (7) يتحدث عن ذكريات " الشهید حميد سياهكالي مرادي" المدافع عن حرم أهل البيت علیهم السلام برواية زوجته.
مجموعة "حكاية الصالحين" تحكي قصة الشهداء الايرانيين اللذين إستشهدوا في سورية والعراق دفاعاً عن حرم أهل البيت علیهم السلام.
سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي يتحدث عن الكتاب ويقول: " الحدث الذي يجب أن يسجل في التاريخ "
كلمات سبع
الكلمة الأولى: أثناء سيري من النجف إلى كربلاء، كان يرافقني أكثر من كلّ الأمتعة التي حزمتها لسفري، دفتر صغير أعزّ من كلّ ما أملك، إنّه يحمل المذكّرات الأولى التي كان من المقرّر أن تكوّن هذه القصّة؛ وهكذا كان، فقد رافقني حميد في الأربعين من هذا العام عامودًا بعامود، وموكبًا بموكب، وحرمًا بحرمٍ؛ لكي تكون أكبر هديّة من هذا السفر كتابة ذكريات عاشق "كربلاء" في تلك الليالي الخريفيّة، وكربلاء هي أرض العشق وبقدر ما كان حميد عاشقًا وصل إلى كربلاء في فصل العشق.
الكلمة الثانية: ببساطة أقول إنّ الاعتراف فضيلة، وأعترف بأنّ كل ما سترونه ليس في مستوى وعظمة هذا الشهيد، حيث يبقى القلم عاجزًا، فأنا كطائر لا يريد إلا أن يبقى أسير قفص يدعى "حميد"، عامان وأنا مشغول في كتابة ذكريات هذا الشهيد المدافع عن الحرم والتأمّل فيها، وكلّ ما كتبته قطرة مما شعرت به، وما شعرت به هو مجرّد نافذة على هذا العشق وتلك البصيرة وذاك العطاء. ومما لا شك فيه أنّ قصة "تذكّري" هذه هي زاوية صغيرة من زوايا حياة حميد، وهي فقط ذكريات روتها زوجة الشهيد، وكان أوّل من لحّن مرثيّة العجز هذه أنا، تلك المرثيّة التي تقول:
ما كلّ ما في القلب يكتب إنّما أخطّ بدمعي أسطرًا إيماءً
ولا سبيل لنا سوى أن نحمل القلم، ونجلس أمام أفراد عاشروا حميدًا، وشاهدوا بأمّ العين تلك الشجرة الراسخة في ميدان الشهادة ولمسها كلّ منهم بقلبه ووجدانه، بدءًا من أب الشهيد وأمّه، إلى إخوته وأخواته وأقاربه وزملائه وأصدقائه، بل وكلّ من لديه ذكرى عن الشهيد مهما قلّت. وهذه القصة هي بداية الطريق، وكلّي أمل بأن أجلس مرّة أخرى معهم وأتعرّف إلى جانب آخر من جوانب شخصيّة هذا الشهيد النبيل.
الكلمة الثالثة: أقدّم شكري إلى كلّ من سعى وقدّم خدمة من أجل إنجاز هذا العمل، من زوجة الشهيد التي كان هذا الكتاب رهن صبرها الزينبيّ بصفتها راوية القصّة الطويلة لهذا الشهيد المدافع عن الحرم، وإلى أختي التي حملت على عاتقها مسؤوليّة اللقاء وإعادة صياغة النصّ، زوجتي العزيزة وكلّ متابعاتها، أمي وأبي لكلّ دعواتهما، وجميع الأعزاء الذين قدّموا ملاحظاتهم وآراءهم القيّمة كلمة بكلمة وحرفًا بحرف لتكون قصة "تذكّري..." هذه ذكرى باقية لأيّام لم تأت بعد، لأيّام تحتاج إلى حضور الشهداء ودعائهم أكثر من أيّ وقت مضى.
الكلمة الرابعة: أقدّم باقات محبّتي إلى كلّ من بذل جهدًا لكي تبصر هذه القصّة النور، من المصمّمين والفنيّين، أهل القلم وكلّ من كان إلى جانب قصة "تذكري..." خطوة بخطوة.
الكلمة الخامسة: أرجو المزيد من التوفيق والتقدّم لجميع الأعزاء الذين طوّروا هذا العمل أو سيقومون بتطويره مستقبلاً، من المؤسّسات والجمعيّات التي رعت قصّة "تذكري..." كعمل أدبيّ، كيلا تكون مجرّد قصة، بل مدرسة لتعاضد الجهود المجّانيّة في سبيل نشر ثقافة الإيثار والشهادة.
الكلمة السادسة: إنّنا نفخر بأن تساهم معنا في هذا الطريق، فإن كان لديك ذكرى أو صورة لهذا الشهيد الحبيب فلا تبخل علينا بها، كما نرجو أن تتفضّل علينا بملاحظاتك واقتراحاتك، فمن دواعي سرورنا أن تكون الطبعات القادمة لهذه القصة مرفقة بآراء القرّاء.
الكلمة السابعة: "سياه پوش"، "سياه كالى"، لا أدري ما سر ورمز هذه الأسماء ، عندما كنت أكتب قصة "قائد البصرة" التي تتناول حياة الشهيد "سياه پوش"، لم أكن أعلم أنها مقدّمة لكتابة قصّة شهيد آخر باسم "سياه كالى".
عزيزي حميد أنا لست جديرًا بكلّ تلك المحبّة، وإن كنت لا أشكّ أنّك أنت الذي كنت طيلة تلك الأيام من يأتي إلى قبرك، يقرأ الفاتحة لك ولي.
وطوال تلك السنتين كنت أنا ورائحة سورة يوسفِ وجهِك الجميلِ، وعندما كنت أناديك من إطار صورتك كنت أجلسها على الكرسيّ أمامي لنجلس معًا نحتسي الشاي ونكتب ذكرياتنا.
يلتف حول كياني كما يلتف العشب على بعضه ألمٌ يشبه ألمَ الوصول إلى النهاية.
دعنا نمضي...
عزيزي حميد، سامحنا بحقّ الخريف فصل محطّات الحب.
مقدّمة الترجمة
بعينين مغرورقتين، وقلب دام، تمّت إعادة كتابة أحداث هذه القصّة باللغة العربيّة، وقد عشت مع أحداثها لحظة بلحظة وصرت كواحد من الذين عرفوا الشهيد وعاشوا معه مواقف حياته وشعرت أن الشهيد حي ينبض بالحياة، وأثّرت الكثير من مواقفه في نفسي؛ وما ذلك إلاّ لأنّها مستمدّة من نور ولاية محمّد وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وقد حاولت أن أسلّط الضوء في الهوامش على ما يخصّ الثقافة الإيرانيّة من العادات والتقاليد الشعبيّة، والأعياد، وإجراءات الزواج، وطريقة تجهيز البيت ودفع المهور، وكيفيّة إحياء المناسبات وأنواع الطعام، وكيفيّة تأريخ الأحداث وفق التاريخ الهجري الشمسي، كلّ ذلك كي أنقل إلى القارئ العربيّ أجواء الحياة الاجتماعيّة المحيطة بالقصّة.
وكم يحسن بشبابنا وفتياتنا أن يستنيروا بمواقف هذا الشابّ المجاهد وتلك الشابّة المضحيّة في حبّهما لله سبحانه ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم وعزوفهما عن زخارف الدنيا، وتحلّيهما بمكارم الأخلاق، وحسن التعامل مع من حولهما وخصوصًا في حياتهما الزوجيّة، ليكونا نافذة إلى الاقتداء بالمعصومين عليهم السلام.
ومن جميل الصدف أن تمّت ترجمة هذه القصة مع حلول الخريف الثالث لارتقاء هذا الشهيد السعيد إلى ذرى العلياء لتكون هذه النسخة العربية عربون وفاء ومحبة وتقدير، وليبقى الخريف فصل محطات الوصل.
شمس حجازي
قم المقدّسة 21 ربيع الأول 1440 هـ الموافق لـ 29 \11\2018 م
تعليقات الزوار