شراء
هوية الكتاب
عنوان لقاء في الضّاحية
إعداد رقية حيدري
ترجمة مريم صفي الدين
إخراج فنّي السيد رضا نوراني
طبعة الاولى
عدد الصفحات 120
قياس 12*14
تجليد غلاف
سنة النشر 2025
ISBN 9786145080329

لقاء في الضّاحية

ذكريات مع سيد شهداء المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله یرويها آية الله الدكتور محسن الحيدري

مقدّمة الرّاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم، تتصدّى المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين لمکافحة إسرائيل الغاصبة بالنّيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء. وذلك بعد مرور ما يُقارب ثمانية عقود على احتلالها الأراضي الإسلامية الفلسطينية وأجزاء من بلاد إسلامية أخرى، و لا تزال ترتكب جرائم بشعة في غرب آسيا بالنيابة عن الاستكبار العالمي.

 وفي عمليات طوفان الأقصى التي بدأت في أوائل تشرين الأول عام 2023 م، حصدت المقاومة الإسلامية انتصارات مذهلة، ووجّهت لتلك الغدّة السّرطانية وجرثومة الفساد ضربات لا تُجبر، كما قدّمت في هذا البين العديد من الشهداء. لكن يبرز من بينهم قادة محور المقاومة بشكلٍ خاص، وعلى رأسهم القائد الشهيد العلامة المجاهد السيد حسن نصرالله الذي يتمتّع بصفات مميزة، ويليق به لقب سيد شهداء المقاومة حقًا. فأهليته، وذكاءه الذي يصل حدّ النبوغ، واطّلاعه الديني وتعمّقه فيه، وبصيرته السياسية النافذة، ومكارمه الأخلاقية، و المعنوية، وجهاده ونضاله الذي لا يعرف الكلل، وإدارته، وتدبيره وقيادته، وشجاعته واقتداره مع شعبيّته وتواضعه هي بعض من صفاته البارزة.

 وإن هذه الصّفات لا تخفى عن عامّة الناس، ناهيك عمّن كان على علاقة مباشرة معه، أو حتّى التقى به في جلسات وحظي توفيق الحضور عنده. فيتحتّم على كلّ من لديه أي معلومات عن تلك الشخصية الفذّة أو مشاعر يحملها تجاهه، أن ينقلها للآخرين عملًا بجهاد التبيين والتعريف عن سيرة الصالحين.

 ومن هنا، وجدتُ أنه لا بدّ لي أن أنقل ذكرياتي، بعد أن وُفّقت في العقدين الماضيين في لقاء ذلك المجاهد الشهيد في رحلاتي إلى لبنان وسوريا التي كنتُ أذهب فيها تلبية لدعوة المقاومة الإسلامية في لبنان. وإن الذكريات التي أُقدّمها في هذه الصفحات لكم هي من تلك اللقاءات، وقد تكفّلت ابنتي الفاضلة السيدة رقية حيدري بإعادة صياغتها بقلم سلس وأضافت عليها ما يلزم من شروح و تعاليق، فيجدر بي أن أُعبّر عن شكري وامتناني لها.

 وقد أطلقت عنوان «ملاقات در ضاحیه» بمعني "لقاء في الضاحية" على هذا الكتاب نظرًا لأن جميع تلك اللقاءات حصلت في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد طبع الکتاب باللغة بالفارسیة مرّتین فی إیران. کما عزمت دار الحضارة الإسلامية علی طبعه فی بیروت و من أجل ذلك قامت السیدة الفاضلة مريم صفي الدین بتعريبه، وعلی هذا فلابدّ من تسجيل الشکر الجزيل للأخوة القائمين على دار الحضارة الإسلامية في بيروت وکذلك السيدة مريم صفي الدين سلمها الله سبحانه.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

محسن حيدري

نائب أهالي خوزستان في مجلس خبراء القيادة

الاهواز

9 شوال 1446 هـ ق

 

مقدمة الكاتبة

 لقد عرفتُ السيد حسن نصرالله لأول مرة في حداثة سنّي، وسرى صدى صوته في قلبي، وذلك في خطابه الذي ألقاه في بنت جبيل بعد دحر العدوان الصهيوني من جنوب لبنان، رافعًا إصبعه الشهير في الهواء مناديًا بثبات وصمود: "والله هي أوهن من بيت العنكبوت".

 كنتُ أرى رجلًا قد فقأ مع أصحابه عين الغول، وكان يُرينا إياه جميعًا، ويُخبرنا بأن هذا الكيان على الرغم مما يملكه من أسلحة نووية، وقوّة جوية هائلة لديه من نقاط الضعف ما يُتيح لكم القضاء عليه.

 لقد كان السيد حسن مصدر إلهام جميع شباب المنطقة بل والعالم أجمع. وطُويت صفحات التاريخ واحدة تلو الأخری، وظهر لنا مشهدٌ آخر من شهامة هذه الأسطورة المجاهدة وبطولتها وشدّت القلوب إليها ثانية، فهو الذي يعتبر نفسه جندي الإمام الخامنئي؟دظ؟، صاح في ليلة عاشوراء مخاطبًا قائده، بصوتٍ حماسيّ: "يا سيدنا في كل الحروب التي سنكون فيها معك لو علمنا أننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء و يفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركناك يا ابن الحسين علیه السلام!"

 فعلًا هذا ما حصل، إذ أثبت السيد حسن نصرالله وفاءه لحسين زمانه، ووقف حتى آخر لحظة من حياته في الدّفاع عن جبهة المقاومة، فهي كلّ أمل الأحرار والمظلومين في العالم لكسر شوكة الشياطين، والظالمين والمستكبرين. فحين سقط في المذبح في الضاحية، وصعد شمر هذا الزّمن على صدره الشريف و... وكل الآهات واللوعات من تلك الساعة.. فألم فراق السيد حسن نصرالله فريد من نوعه، وهو أشبه ما يكون بثقل مصائب عصر عاشوراء. لقد اغتال العدو الدّموي رفيق قائد ثورتنا وعمودًا من أعمدة جبهة المقاومة، وأيّ رفيق وأيّ سند! وقد قال القائد في بيان له بأن شهادته كانت أجر جهاده ودفاعه المقدس الذي دام عشرات السنوات، وقال: "إن بركات حسن تدبيره وجهاده في جبهة المقاومة لم تفنَ برحيله، بل اصبحت أقوى من ذي قبل".

 لقد شاء الله أن يتّصل حزني على فقدان السيد الشهيد بكتاب "لقاء في الضاحية"، كتاب أبصر النور ببركة اسمه الشريف. وهو من مدوّنات آية الله الشيخ محسن حيدري طيلة رحلاته المتعددة إلى لبنان، لكن لم يُمكن نشرها من دون إضافات وتعاليق، إذ أن بعضها كان مجملاً وفيه مجرد إشارات على الأحداث التي حصلت.

 في إحدى الأيام التي تلت تلك الحادثة المريعة والفقد الأليم لشهادة السيد حسن نصرالله، أخبرني الشيخ الوالد بعزمه على نشر ذكريات لقاءاته وحواراته مع السيد الشيهد، وطلب مني أن أستلم مهمة إعادة صياغتها وإضافة ما يلزم من شرح وتفصيل عليها.

 طلبه كان صعباً على الرغم من حلاوته، صعب لبساطة هذا القلم وعجزه أمام عظمة ذلك الشهيد، وحلو لعلاقتي ومحبتي بسيد شهداء المقاومة، والشعور بالمسؤولية التي تقع على عاتقنا تجاهه وطبعًا لأهمية طلب والدي وثقته بي.

 بدأتُ في هذه الرحلة، وفي أقل من شهر، أكملتُ صياغة الكتاب وملأ فراغات بعض الأحداث من خلال عدة مقابلات أجريتها، وبعض الأبحاث حول الموقع المكاني والزمني آنذاك وبمساعدة ذاكرة الشيخ حيدري القوية.

 هذا الكتاب ليس كتاب شرح رحلات آية الله الحيدري إلى لبنان، بل هو سرد لذكريات لقاءاته مع السيد حسن نصرالله، والتي تطلّبت أحيانًا ذكر بعض الأحداث والحوارات المرتبطة بتلك اللقاءات، لإطلاع القارئ الكريم على أوضاع حزب الله آنذاك والسيد الشهيد في لبنان والعالم.

 أعرب عن شكري لوالدي الكريم لثقته بي وللفرصة التي أتاحها لي في إعادة صياغة كلمات السيد الشهيد. وهي في الحقيقة كلمات أكثر ما تدلّ على ولاءه وهيامه بمسلك أهل البيت علیهم السلام، ونهج الخميني الكبير (ره) كلّ أملي بأن يتقبّل الله سبحانه وتعالى، والسيد الشهيد وسائر الشهداء المذكورين في هذا الكتاب كالشهيد سليماني، والشهيد رئيسي، والشهيد شاطري والشهيد صفي الدين، والشهيد مغنية والشهيد كركي، هذا العمل القليل وأن ننال بعض عنايتهم.

رقية حيدري

تشرين الثاني 2024

تعليقات الزوار

سلة المشتريات