حسين على لسان حسين
منذ العقود الأولى التي بدأت فيها حياة الإنسان على هذه الكرة الأرضية، بدأت معه الحروب والصراعات وامتدت إلى يومنا هذا. الصراع بين أهل الدنيا على الأهواء النفسية والاحتياجات المادية أمرٌ طبيعي ولا يُتوقع من هوى النفس والطبع الدنيء للبشر شيء آخر. امتدت أيضًا المواجهة والنضال بين أهل الحق وأهل الباطل على مرِّ التاريخ و سيستمرون إلى أن يتحقق النصر النهائي للحق، وبالطبع كما جاء في القرآن، انتصار الحق هو الوعد الإلهي الحتمي الذي سيشهد البشر تحققه يومًا ما.
في خضم المواجهات التي اندلعت بين جبهة الحق و الباطل، سُجّلت مشاهد مذهلة من الصمود، والعزة، والإيثار، والتضحية بالنفس التي قدّمها أنصار الحق في وجه الظلم، والشقاء، والقسوة، والعدوان، والحقد الأعمى الذي تجسّد في أهل الباطل. وقد كشفت هذه المشاهد عن الحقيقة الجوهرية لطبيعة هذا الصراع، وقدّمت صورةً واضحة المعالم لهويّة كلّ من أهل الحق وأهل الباطل. وهي بحقّ وثيقة تعريف حيّة، تُلهم كلّ طالبٍ للحق، وتستحق التأمّل العميق والتفكّر الجاد.
لسنا نعرف مشهدًا كمشهد كربلاء، يقدم جميع المعايير بذروة كمالها، ويكون بأعلى درجات الوضوح و الشفافية. إن حادثة كربلاء، وسط زخم المواجهات الكثيرة بين الحق والباطل، كالشمس التي بمجرد طلوعها تتلاشى جميع النجوم عن أعين البشر لكي تنير أشعتها كل الزوايا.
في كربلاء، ظهر أنصار الحق بكامل هيبتهم، في قمة العزة، وفي غاية المظلومية، وهم في أعلى مراتب المعرفة و المحبة، وقد جسّدوا أسمى صور الصبر و الثبات، ففي أحلك الظروف قدّموا أندر نماذج الإيثار و التضحية بالنفس في سبيل الحق، وكلّ هذا سطّروه بدمائهم في قلب التاريخ، بل نقشوه إلى الأبد في صفحاته. وفي المقابل، أظهر أيضًا أهل الباطل في ذلك الميدان جميع خصال جبهة الباطل وعلاماتها. فبرزت حقيقتهم بكلّ وضوح، وسُجّل هذا أيضًا في صفحات التاريخ ليكون عبرةً للأجيال القادمة.
ما حصل في يوم عاشوراء يُعدّ معيارًا شاملًا ومقياسًا دقيقًا لأتباع الحق والحقيقة، وإحدى أسرار تخليد واقعة كربلاء على مر التاريخ هي هذه الميزة. إذا كانت كربلاء مصدر إلهامٍ لا يبلى مع مرور الوقت، وإن كانت دائمًا مؤثرةً و تأثيرها هذا يزداد عمقًا و اتساعًا مع الأيام، و إن كانت حيّةً نابضةً لا تُنسى أبدًا، فإنما يعود ذلك إلى ميزاتها الفريدة التي لا نظير لها. الميزات التي يمكن فهمها وإدراكها من قبل جميع شرائح الناس على اختلاف مستوياتهم ويمكن استشعارها من قبل الجميع: رجالًا و نساء، صغارًا وكبارًا، علماء وعوام، عامة وخاصة، مسلماً وغير مسلم، شرقيا وغربيا. فبمجرّد أن يقع نظرهم على لوحة كربلاء الكاملة، سرعان ما يميّزون بين الحق والباطل، ويهتدون إلى الفارق الجوهري بين الجبهتين، فيعجبون بجبهة الحسين علیه السلام ويجلّون مواقفها، بينما يدينون ويستنكرون الجبهة المقابلة لما فيها من ظلم وطغيان. وفي خطوةٍ أبعد من ذلك، يعبّر الناس عن محبّتهم وعشقهم للإمام الحسين علیه السلام وأنصاره، ويظهرون في المقابل نفورهم وبغضهم من الجبهة المعادية لهم. أما الذين يجدون في أنفسهم استعدادًا أكبر، وقدرةً أوسع على التغيير والتحوّل، فإنهم يستمدّون الإلهام من ثورة الحسين علیه السلام ويجعلون رسالتها ميثاقًا لحياتهم، ويسلكون دربه، ويعقدون العزم على مواجهة جبهة الباطل.
حقيقةً، كربلاء ليست مجرد حدث تاريخي حدث في برهة من الزمن وانتهى، كربلاء هي تيّار حي وخالد، نابض بالحياة، يمتد عبر العصور، ليكون منبع إلهامٍ وهداية لكلّ طالب حق ونصير للعدالة. إنّها مشعلٌ لا يخبو، يهتدي به المجاهدون والمضحّون، وهي لوحة الإرشاد وبوصلة الحقيقة في درب الكفاح والصمود.
كربلاء هي النموذج الكامل والأسوة الجامعة لعشّاق الحق والفانين في سبيل الله، والصادقين المتّبعين لنهج الأنبياء علیهم السلام. وباختصار، كربلاء راية الله المرفوعة، عالية شامخة على قمّة الحق والحقيقة، تنادي جميع الموحّدين والمطالبين بالعدل للسير في دربها، وترشدهم لعبور المنعطفات الصعبة وتبيّن لهم كيفيّة مواجهة قطّاع طريق الله، والظالمين والطواغيت. وهي التي تُرسّخ في نفوسهم روح المقاومة والثبات، وتغذّي فيهم العزم على مواصلة الطريق.
واليوم، إذا كان الإرتباط القلبي بيننا وبين الامام الحسين علیه السلام قائمًا، وإن كانت محبة سيد الشهداء علیه السلام وشهداء كربلاء قائمة في اعماق وجودنا، وإن كان عشق الحسين علیه السلام وأصحابه قد أسر قلوبنا، وأجرى الدمع من عيوننا، وإن كانت عاشوراء وكربلاء تهزّ وجداننا وتحدث في حياتنا تحوّلًا عميقًا، فإنّ مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا جميعًا؛ مسؤولية صون هذا الإرث العظيم والخالد، وحفظ هذه الشعلة الإلهية، والحفاظ على معارف عاشوراء و تاريخ كربلاء.
ولأجل بلوغ هذا الهدف السامي، قدّم الآلاف والآلاف أرواحهم فداءً، وتخلّى الآلاف عن راحة أجسادهم وهناء عيشهم، وتحمّلوا البلاء بصبرٍ وثبات، وضحّوا بأموالهم ودمائهم وسمعتهم، كي يرفعوا راية الحق عاليةً خفّاقةً على أعلى قمم المجد. وحقًّا، فقد نالوا في هذا الطريق من التوفيقات ما يفوق الوصف، واقتربوا من الهدف الأسمى أكثر مما كانوا يتوقعون.
رحمة الله على أولياء الدين، وعلى شيعة أهل البيت علیه السلام الواعين لمسؤوليتهم، الملتزمين بعهدهم، الذين بذلوا على مدى أربعة عشر قرنًا كلّ جهدٍ مخلصٍ في سبيل حفظ رسالة كربلاء ونقلها صحيحةً إلى الأجيال اللاحقة. لقد صانوا هذا الكنز الثمين، وهذا الإرث الفريد، كما يليق بعظمته، وسعوا أن يُبقوا ماء الحياة هذا جاريًا في شرايين التاريخ، نابضًا في وجدان الأمّة.
في مجموعة تعاليم عاشوراء، يبرز جانبٌ يتّسم بتألّق خاص و بريق لامع، وهو كلام قائد هذه النهضة المباركة، الحسين علیه السلام، والذي يعتبر محور و أساس هذه التعاليم.
كلمات الإمام الحسين علیه السلام هي المنبع الأساسي لتعاليم عاشوراء، إذ ترسم بدقّة متناهية ملامح المرحلة التاريخيّة آنذاك، وتبيّن بوضوح كامل أهداف قيامه وثورته. لقد تميّزت خطابات الإمام الحسين علیه السلام بصفاء و شفافية قلّ نظيرهما، فهي لا تحتاج للتفسير أو التأويل، بل تزيل الغموض وتدفع الشبهات، وتجلي الحقائق بأبهى صورها. ومن خلالها يتجلّى بوضوح تام الفرق بين جبهة الحق و الباطل، ويُبيَّن منطق أهل الحق القوي والرّاسخ بأقوى بيان.
على الرغم من أن معظم الأقوال المنقولة عن الإمام الحسين علیه السلام كانت قد وردت في سياق النهضة المباركة، إلّا أنّ هناك مجموعة من الخطب والمواقف التي صدرت عنه قبل انطلاق تلك الثورة العظيمة، والتي تعدّ في غاية الاهمية لفهم شخصيته المباركة، وأهدافه الكبرى التي حملها منذ بداية مسيرته.
فالمواقف التي اتخذها خلال عشر سنوات إمامته في مواجهة معاوية، وكذلك ما نقل عنه من كلمات ومواقف في عهد إمامة أخيه الكريم الإمام الحسن المجتبى علیه السلام، تكشف بوضوح عن رؤيته السياسية ومبانيه التربوية والفكرية. هذا إلى جانب بعض ما نقل عنه في عهد أمير المؤمنين علیه السلام، وقليل من الروايات والذكريات التي رواها عن أيام الرسول الأكرم؟ص؟ والتي تسهم _ وإن بدرجة محدودة _ في تسليط الضوء على نشأته و سيرته في المراحل الأولى من عمره الشريف.
أما عن هذا الكتاب:
1. في هذا الكتاب، تم بذل جهد لتقديم حياة وعصر الإمام الحسين علیه السلام مع التركيز على أقواله من لسان الإمام نفسه. قمنا بالبحث عن أقوال الإمام من الكتب التاريخية المعتبرة والمصادر الروائية الموثوقة والمقبولة لدى أهل الاختصاص، وفي الوقت نفسه تجنبنا نقل أي معلومات لا تنسجم مع الثوابت والأسس الجوهرية الأساسية لمذهب أهل البيت علیه السلام.
وبناءً على محورية كلام الإمام الحسين عليه السلام في هذا الكتاب، لم نتمكّن من نقل بعض الحوادث، وذلك لعدم وجود نصّ منقول عن الإمام بشأنها. فعلى سبيل المثال، في قصة التحاق زهير بركب الإمام عليه السلام، والتي وقعت في الطريق من مكة إلى كربلاء وتُعدّ من الوقائع الثابتة في تاريخ كربلاء، ورد في المصادر المعتبرة أنّ لقاءً جرى بين الإمام عليه السلام وزهير، كان له أثر بالغ في قلب زهير، وأدّى إلى تحوّلٍ روحيّ عميق عنده، فانفصل عن أصحابه وزوجته، وانضمّ إلى ركب الإمام عليه السلام، حتى تولّى في يوم عاشوراء قيادة الجناح الأيمن من جيش الإمام عليه السلام. ولكن نظراً لعدم ورود أيّ قول عن الإمام عليه السلام في هذا اللقاء المصيري، لم نأتِ على ذكر هذه القصة في هذا الكتاب.
2. إن استناد المطالب إلى مصادر موثوقة كان من المبادئ الأساسية، بل ومن الشروط اللازمة في تأليف هذا الكتاب. قبل هذا الكتاب، نُشر لي عملان بعنوان: "تقرير موثّق عن كربلاء" المستند إلى أحاديث أهل البيت ومصادر تاريخية معتبرة، و"تقرير موثّق عن الأحداث التي أعقبت كربلاء". وقد كان الجهد الرئيسي في هذين العملين مُركَّزاً على تقديم روايات موثّقة. وبناءً عليه، فقد تمّ الاستفادة من بعض الفصول الواردة في هذين العملين في هذا الكتاب.
وللأسف الشديد، لا بدّ من الإقرار بأنّ في تاريخ كربلاء نُقلت روايات كثيرة غير موثّقة، بل ضعيفة، وأحياناً غير واقعية، وقد نالت أحياناً من الشهرة ما يجعلها تبدو وكأنّها من المسلّمات في تاريخ كربلاء. على سبيل المثال، هناك قول مشهور يُنسب إلى السيّدة زينب علیها السلام، أنّها بعد استشهاد الإمام الحسين علیه السلام، رفعت يديها بالدعاء وقالت: "اللهم تقبّل منا هذا القربان". لم ننقل هذا القول في هذا الكتاب، لأننا – وبعد البحث الدقيق في جميع المصادر المتاحة – لم نعثر على مستند معتبر يُثبت صدور هذا القول.
ورد في مقتل المقرّم رواية جميلة جدّاً منسوبة إلى السيّدة زينب الكبرى علیها السلام، أنّها في ليلة عاشوراء سألت الإمام الحسين علیه السلام: "هل اختبرت أصحابك؟ لعلّهم يتخلّون عنك عند الشدائد ويتركونك وحيداً بين الأعداء؟"
فبحسب هذا النقل، أجابها الإمام علیه السلام قائلاً: "بلى، والله لقد اختبرتهم، فما وجدت فيهم إلا الأبطال الثابتين الصادقين. إنّهم أكثر شوقاً إلى القتال معي من شوق الطفل الرضيع إلى صدر أمّه".
للأسف، لم يذكر المرحوم المقّرّم سنداً أو دليلاً يُعتدّ به لهذا النقل، ونحن أيضاً لم نعثر – رغم البحث والتفحّص– على مصدر موثوق يُثبت هذا الكلام. ولذا آثرنا عدم إدراج هذا القول في الكتاب، راجين من الله تَعَالى أن نُغلق – بعونه وتوفيقه – باب نقل الروايات غير الموثقة، وأن نلتزم التزاماً تامّاً بألّا نذكر في هذا الكتاب إلا ما كان مستنداً ومدعوماً بالدليل، إن شاء الله.
3. النهج الأساسي في هذا الكتاب كان نهجًا إثباتيًا؛ بمعنى أنّ الجهد انصبّ على تقديم ما ورد من أقوال الإمام الحسين علیه السلام في مصادرنا الروائية والتاريخية، مع التركيز على النقل الموثوق والمستند.
أمّا النهج السلبي، كبيان الموارد المشكوكة أو غير الواقعية، والإشارة إلى المواضع المحرّفة، وبيان الأخطاء والاشتباهات التي وقع فيها بعض الرواة أو الكُتّاب، فلم تُتناول في هذا الكتاب، لأنّها تحتاج إلى وقت ومجال آخر.
وقد سعى كاتب هذه السطور – مع قلّة بضاعته و محدودية إمكاناته – إلى مراجعة جميع المصادر الروائية والتاريخية المتوفّرة، وبذل جهده في جمع كل ما هو معتبر قدر المستطاع، فيما يتعلّق بحادثة كربلاء، والمحافظة على أصالة النقل.
4. وردت في المصادر الروائية الكثير من كلمات الإمام الحسين علیه السلام في بيان المعارف التوحيدية، والمسائل الأخلاقية، والأحكام الشرعية، وتفسير الآيات القرآنية، فضلاً عن الأدعية ذات المضامين العرفانية الرفيعة، غير أنّ هذا الكتاب لم يتطرّق إليها، وذلك بسبب طبيعته ومضمونه، إذ إنّه مخصّص لعرض سيرة الإمام الحسين علیه السلام وزمانه، ويروي الأحداث الاجتماعية والسياسية التي شهدها عصره.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ما ورد في الفصلين الأول والثاني من الكتاب عن زمن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأمير المؤمنين علیه السلام كان قليلاً جدّاً، ولهذا السبب أُدرجت بعض المقاطع المعرفية من كلمات هذين العظيمين ضمن هذين الفصلين.
من الخصوصيات البارزة التي سيلحظها القارئ في هذا الكتاب، أنّ محتواه قد صِيغ كاملاً بصيغة المتكلّم، بحيث تُروى الأحداث بشكل مباشر على لسان الإمام الحسين علیه السلام.
فعلى خلاف الكتب التاريخية والروائية التي يذكر فيها الراوي: "كنتُ حاضراً حين وقع كذا، وقال الإمام علیه السلام كذا، وتصرف بكذا، واتخذ القرار الفلاني"، فإنّ هذا الكتاب يقدّم الرواية بصوت الإمام نفسه. ولذا، فإنّ المقدّمات التي نقلها الرواة في المصادر الأصلية تمّت إعادة صياغتها – مع شيء من التعديل اللفظي – بصيغة كلام الإمام، لتُعرض الأحداث من بدايتها إلى نهايتها بلا وساطة راوٍ آخر.
ومن أجل التمييز بين كلام الإمام علیه السلام وتوضيحات الراوي أو المحقّق، فقد تمّ إدراج تلك التوضيحات بين معقوفين (قوسين) وبلونٍ مختلف، كي لا تختلط بكلام الإمام، ويتمكّن القارئ من تمييز كلامه الشريف عن غيره.
لقد استُخدم هذا الأسلوب – لأوّل مرّة – في كتاب "علي علیه السلام على لسان علي علیه السلام"، وقد لاقى بحمد الله استقبالاً طيباً وحقّق نجاحًا جيّدًا، وسهّل على القرّاء عملية المطالعة وجعلها أكثر سلاسة ويسراً. هذا الأسلوب يساعد على إضفاء قدرٍ أكبر من التنظيم والانسجام على محتوى الكتاب، ويُسهم في حفظ تركيز القارئ أثناء القراءة.
من الجدير بالذكر أنّه في الفصل الثامن من الكتاب، والذي خُصِّص لبيان الأحداث التي وقعت بعد استشهاد الإمام الحسين علیه السلام، لم يكن من الممكن رواية المطالب على لسان الإمام علیه السلام، ولذا تمّ نقل هذا الفصل على لسان أخته الجليلة، السيّدة زينب سلام الله عليها.
5. وفي الختام، أرى من الواجب أن أتقدّم بخالص الشكر والامتنان لكلّ من مدّ لي يد العون في ترجمة هذا العمل ومراجعته وتحريره، كلٌّ بحسب جهده ومساهمته. وأخصّ بالذكر فضيلة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد ترابي، والسيّد مختارپور، والسيّد پيرمراديان، الذين كان لهم دورٌ بارز في مواكبة هذا المشروع ومساندته.
أسأل الله تَعَالى أن يمنّ عليهم بأفضل الجزاء، وهو شفاعة سيّد الشهداء علیه السلام، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلّا من أتى الله بقلب سليم.
اللهم اجعلنا من أهل اليقين ومن شيعة أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين.
محمد محمديان
١٨ ذو الحجة ١٤٤٠ (٢٩ مرداد ١٣٩٨)




تعليقات الزوار