أحياء
بسم الله الرّحمن الرّحيم، وبه نستعين والصّلاة والسّلام على أشرف الخلق أجمعين، إلى يوم الدّين، سيّدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين؛ صلاة كثيرة تامّة زاكية متواصلة متواترة مترادفة...
يقول الله في محكم كتابه الكريم: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ؛ وعن الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام أنّه قال: "ومن جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت في القلوب" . وعن الإمام الصّادق عليه السلام أنّه قال: "شيعتنا منّا، وقد خلقوا من فاضل طينتنا، وعجنوا بنور ولايتنا، ورَضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة، يصيبهم ما أصابنا، ويبكيهم مصائبنا، ويحزنهن حزننا، ويسرّهم سرورنا. ونحن أيضاً نتألّم بتألّمهم ونطّلع على أحوالهم، فهم معنا لا يفارقوننا ولا نفارقهم". ثمّ قال: "اللّهمّ إنّ شيعتنا منّا، فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا استحيى الله أن يعذّبه بالنّار".
إيتاءً لذي القربى حقّهم، وشكراً لنعمة انتمائنا لخطّ أهل البيت عليهم السلام، وتلبيةً لنداء الحسين عليه السلام يوم عاشوراء: "ألا من ناصرٍ ينصرني.." ونصرةً لواعية الحسين عليه السلام الّتي وعتها قلوبنا وأرواحنا من صوت زينب بنت أمير المؤمنين؟عهما؟ وتضرّعات وأدعية الإمام السّجاد عليه السلام: أقدّم هذا العمل المتواضع، أملاً، بأن نقبل من شيعتهم، وطمعاً بأن نحشر مع زمرتهم، فننال مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
يضمّ هذا الكتيّب مجموعة من المجالس الّتي تروي مصيبة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام؛ وهي تضم: مجلس هلال محرّم، مجلس الخروج من المدينة، مجلس الخروج من مكّة، مجلس مسلم ابن عقيل، مجلس الوصول إلى كربلاء، مجلس الأصحاب، مجلس أبناء الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، مجلس عليّ الأكبر، مجلس أبا الفضل العبّاس، مجلس ليلة العاشر والطّفل الرّضيع، مجلس العاشر، مجلس ليلة الوحشة، مجلس الخروج من كربلاء، مجلس دخول آل الرّسول إلى الكوفة، مجلس آل الرّسول في مجلس ابن زياد لعنه الله، مجلس دفن الأجساد الطّاهرة، مجلس الرّأس الشّريف، مجلس دخول الشّام وخطبة السّيّدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد لعنه الله، مجلس خطبة الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام في مجلس يزيد لعنه الله، مجلس السّيّدة رقيّةعليها السلام في خربة الشّام، مجلس الأربعين، مجلس الرّجوع إلى المدينة.
يحتوي كلّ مجلس من هذه المجالس كل أجزاء المجلس من: مقدّمة، قصيدة، نعي، المصيبة؛ باستثناء المحاضرة والرّابط بين المحاضرة والمصيبة.
وقد أوردتّ المصادر الّتي اعتمدتها في أحداث المصيبة في الهوامش. يمكن لقارئ العزاء اعتماد المجلس الكامل ويمكن اختيار مقاطع تتناسب مع وقت المجلس وماهيّته. بعض المجالس تعود لمصدر واحد مذكور في هامش في نهاية المجلس؛ كمجلس يوم العاشر، إذ اعتمدت على كتيّب المصيبة الرّاتبة الصّادر عن جمعية المعارف الإسلاميّة الثّقافيّة؛ وبعض المجالس تعود لعدّة مصادر.
أمّا المصادر فيه معظمها من كتاب الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء عليه السلام وأصحابه للسّيّد محمّد الرّيشهري، وما يقترحه هذا الكتاب من مصادر يمكن الإعتماد عليها. بالإضافة إلى بعض المصادر الّتي لم يذكرها هذا الكتاب.
أدعو الله عزوجل أن يكون هذا العمل ممّا يرضيه ويفرح قلب رسول الله وأمير المؤمنين والزّهراء والحسن المجتبى والأئمّة الأطهار عليهم السلام... ويفرح قلب صاحب العصر والزّمان(عج) أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.




تعليقات الزوار