غيبة الإمام المهدي عند الإمام الصادق
سلسلة البحوث المهدوية (2)
إنّ الحديث عن الإمام المهدي الحجّة ابن الحسن عليهما السلام خصب الميادين، متعدّد الجوانب، واسع الأطراف، ولاحصر للمؤلفات التي كُتِبَت -شرقاً وغرباً- حوله، حتى يُخال للباحث وهو يرى كثرة المؤلفات والبحوث المعدّة حول هذا الموضوع أنه قد أُغلِق تماماً، وأنّ طرْقه من جديد لن يأتي بشيء جديد.
ومع كل هذا قد نبغ في الآونة الأخيرة من يتّهم متكلمي الإمامية في أواخر القرن الثالث وبداية الرابع الهجريين، بأنهم -ولأجل أن يستمر المذهب الاثني عشري بعد وفاة الإمام العسكري بلا عقب- حاولوا ببراعتهم الكلامية اقناع عامة المذهب بولادة الحجّة ابن الحسن الغائب الذي لم يُولد بعد !!.
وقد كنت آمل في كتاب (المهدي المنتظَر في الفكر الإسلامي) -الذي صدر سنة 1417 /ﻫ ، وطبع ثلاث مرّات، وتُرجم إلى خمس لغات- أن ينبّه على مدارك ذلك الاتهام ويخفّف من غلواء مروّجيه عبر الأقمار الصناعية كلّما اُتيحت لهم الفرصة، ولكنهم بقوا كما بدأوا ! ومن هنا وجدت نفسي أمام اختيار صعب، فعدت إليهم مرّةً أُخرى لأرسم الصورة الواضحة لعمق العقيدة المهدوية في الفكر الشيعي قبل ولادة متكلمي الشيعة -الذين اتهموا باختلاق مفهوم الغيبة والغائب- بأكثر من مائة عام؛ ولهذا جاء البحث محصوراً بالغيبة والغائب عند الإمام الصادق عليه السلام وحده.
تعليقات الزوار