شراء
هوية الكتاب
عنوان معرفة الدين
تأليف الشهيد مرتضي مطهري
إعداد عبدالحسين خسروبناه
ترجمة مريم صفي الدين
إخراج فنّي السيد رضا نوراني
طبعة الأولى
عدد الصفحات 144
قياس 21*14
سنة النشر 2026
ISBN 978-614-508-059-6

معرفة الدين

مقدمة الناشر

من أهم المسائل المطروحة اليوم، معرفة جذور أزمات الجيل الشاب. ربّما يكون انعدام الهدوء و[راحة البال] هي أكبر أزمة تعترض الناس سواء كانوا شيباً أو شبّاناً، فجميع الناس يحاولون الوصول إلي هذه الحالة بتمام وجودهم.

أهم عامل وراء عدم الهدوء هذا، هو روح الإنسان الباحثة الّتي وضعها الله تعالى في فطرة الإنسان ولذلك يسعى جميع الناس للبحث عن هذا الجمال.

وأهم عاملٍ لإيجاد راحة البال عند الإنسان هو معرفة الله والارتباط به. ولأجل حصول هذه المعرفة، وفي هذا العالم المليء بالأفكار المتناقضة، يحتاج الإنسان إلي أطر فكرية منسجمة ليتمكن من سدّ حاجاته الفكرية على أساسها والحصول على إجاباتٍ لأسئلته الباطنية.

إنّ مطالعة مؤلّفات الشهيد المطهري، تفتح المجال أمام الإنسان لتأسيس مبني فكري واستدلالي ومنطقي يقنع العقل ويرضي القلب. وعلى أساس هذه المباني والأطر الفكرية، يستطيع الإنسان أن يحصل بسهولة علی إجابات لأسألته الّتي تشغل فكره. ومن الطبيعي أن لا يشغل السؤال حيزاً فكرياً بعد الحصول علی الجواب، ونحن نسمّي هذه الحالة بالإطار الفكري.

وقبل تحصيل الإطار الفكري، فإنّ الشهيد المطهري يمنح الفكر والعقل انسجاماً ووحدة فكرية. إنّ الوحدة الفكرية هي الأمر الّذي يمهّد الأرضية من أجل حل التناقضات الباطنية للإنسان ويزيلها.

المقصود من الوحدة الفكرية هو أنّ الشهيد المطهري وعلی أساس تفكيره ومطالعته للقرآن الكريم والفلسفة الإسلامية وصل إلي هذه النتيجة وهي أنّ الإسلام حقيقة واحدة. هذه الحقيقة الواحدة تحتوي علی أجزاء مترابطة، بحيث لا يمكن تفكيك أي جزء من هذه المجموعة عن بعضها. إذا فككتم جزءاً من هذه المجموعة، من الممكن أن تتعرّض الأجزاء الأخری لضربة توازي أهمية هذا الجزء المنفك.

يعتقد الشهيد أنّ الفكر الإسلامي يشكل نظاماً وإذا قمنا بتبديل أحد أجزاءه بشيء آخر، يصاب جميع هذا النظام بالخلل، يمكن مشاهدة هذه الخصيصة في جسم الإنسان والصناعات المختلفة بشكلٍ واضح.

هذا أهم رمز موجود في مؤلّفات الشهيد المطهري وهو ما يميز فكره عن سائر الأشخاص.

ومن أجل التعرّف علی أفكار هذا العالم الجليل، ووفق الاقتراح المقدّم من جناب الأستاذ السيد علی هاشم دامت توفيقاته يجري العمل علی ترجمة مجموعة مصابيح الحكمة (چلچراغ حكمت) والّتي تمّ إعدادها بواسطة علماء ومفكرين إسلاميين في نادي "انديشه جوان" (الفكر الشاب) وبإشراف الأستاذ خسروبناه لتُعرض للشباب في العالم الإسلامي.

ويمكن فهم ضرورة التعامل مع أفكار الشهيد مطهري بالنحو المذكور في مجموعة مصابيح الحكمة (چلچراغ حكمت) بشكلٍ جيدٍ من كلام الامام السيد علی الخامنئي (دام ظله):

"يجب أن يكون هناك عمل فكري علی أفكار الشهيد مطهري؛ يعني أن يجلس مجموعة من الباحثين والمهتمين بالعمل العلمي ويستخرجوا آراء وأفكار الشهيد مطهري في فصول مختلفة. علی سبيل المثال، استخراج رأي الشهيد من مؤلفاته في مواضيع مثل الوجود، والإنسان، والإرادة الحرة، والعدالة، والتاريخ، والقدر والمصير، والتصوف وكذلك حول الموضوعات الأخری المتنوعة التي لا تعد ولا تحصی والّتي نجدها مطروحة في مؤلفاته. وهذا هو طريق التوسع والتقدم والازدهار الفكري للمجتمع بناء علی مؤلّفات الشهيد مطهري، حيث نأمل أن يتم هذا العمل".

 

مشروع مصابيح الحكمة

إن الجيل الشابّ جيل باحث عن الحقيقة، يسعی وراء المعرفة وتعزيز معلوماته ومعتقداته الدينية، ليصل من خلال ذلك إلي رؤية شاملة حول المسائل الفكرية، والثّقافية والاجتماعية. ولهذا يبحث في المصادر المختلفة لكن تعطّشه للمعرفة أكثر يجرّه إلي البحث أكثر وبشكلٍ أعمق، ليتمكن من تنظيم هندسته الفكرية من خلال العقائد الأصيلة.

ومن بين المؤلفات وميراث الفكر الإسلامي الفاخر، يمكن لمؤلفات الأستاذ العلامة الشهيد مرتضی مطهري أن تُرشدنا إلي مسار آمن من خلال تقديمها إطارًا فكريا شاملًا، ومتوازنًا، وسالمًا، وعقلائيا وبنّاءً. فمن مميزات فكر العلامة الشهيد التي ساعدت في استمراريتها ووضوحها هي الأصالة، والإبداع، والإنصاف، والإتقان، والسلاسة، إنسيابية النصوص، والاستجابة لمتطلبات الزمن، وتقديم منظومة فكرية مترابطة، والنقد المنصف والدفاع الحاسم عن مواقفه الفكرية، مما يلزم الجيل الشاب والجامعة العلمية لمطالعة آراءه وأفكاره والتعرف عليها، وحفظ ميراثه المكتوب.

وتلبيةً لطلب الجيل الحديث ورغباته، وبهدف ربطهم بأفكار الأستاذ مطهري، قام نادي "انديشه جوان" (الفكر الشاب) بإعداد سلسلة "مصابيح الحكمة" في أربعين كتيب بالاستناد إلي كافة المؤلفات المطبوعة للأستاذ.

في هذه السلسلة الموضوعية، بذلنا وسعنا حتی:

1. يعالج كل كتاب موضوعًا مستقلًا؛

2. يكون الأساس هو الاختيار الأفضل، وأن يتم تلخيص وجهات نظر الأستاذ بشكلٍ موضوعي من كافة المؤلفات والمدونات المطبوعة؛

3. يقتصر تدخّل الكاتب علی تجميع المحتوی، و اقتباسه، وتلخيصه، وتلفيقه وتنظيمه، وذلك ضمن هيكلية محددة وبتقسيم جديد وجذاب؛

4. تكون مراعاة الأمانة وحفظ أصالة الأستاذ مطهري وأسلوب بيانه المحور في كتابة كل جزء؛

5. يوثّق المحتوی بالكامل ويرجی إلي مؤلفات الشهيد مطهري المكتوبة لكي يكون متقنًا ومستندًا، ويكتب في الهامش (م.آ) لمؤلفات الأستاذ المطبوعة، (يا) للمدونات أو الاسم الكتاب إن كان مطبوعًا بشكل مستقل؛

6. تُضاف شروحات الكاتب بشكلٍ منفصل عن النص في المقدمة أو عقب النص.

إن سلسلة "مصابيح الحكمة" هي مجرد جسر لدخول واحة أفكار الأستاذ الشهيد مطهري الخضراء. وبلا شك، فإن القارئ الشاب الباحث، لا يستغني بقراءة هذه السلسلة عن قراءة مؤلفات الأستاذ، بل يعتبرها وسيلة لترغيبه وأنسه أكثر بمؤلفات الأستاذ.

ونشكر المساعي الأولی في تخطيط عناوين هذه السلسلة وفصولها وأيضًا متابعات والإشراف المستمر لأعضاء اللجنة العلمية لسلسلة مصابيح الحكمة أي السادة "عبد الحسين خسرو بناه"، و"حميد رضا شاكرين"، و "محمد علی داعي نجاد" و "علی ذوعلم" و "محمد باقر بوراميني" (المحرر العلمي) وأيضًا جهود المدير التنفيذي للمشروع السيد "عباس رضواني نسب" وزميليه السيد "رضا مصطفوي" (رئيس التحرير) و"ميكائيل نوري".

هذا الكتاب الموجود بين أيديكم هو كتاب "معرفة الدين" الجزء السابع من مجموعة مصابيح الحكمة والذي تمّ إعداده علي يد الباحث العزيز السيد عبد الحسين خسروبناه.

ومع خالص الشكر لجميع من ساهموا وساعدوا في إعداد هذه المجموعة، كما نُرحّب بآراء القرّاء الأعزّاء وانتقاداتهم، ونأمل أن تكون هذه السلسلة مفيدة في صدد زيادة معرفة وفكر الجيل الشاب وأنسه بآراء وأفكار الأستاذ العذبة.

نادي "انديشه جوان" (الفكر الشاب)


تعريف "معرفة الدين" المجلد السابع من سلسلة مصابيح الحكمة للشهيد مطهري(ره)
يُعتبر الأستاذ الشهيد مطهري(ره) إحدي الشخصيات العلمية والفكرية والفنية المهمة في مجتمعنا وعصرنا الحالي، وقد بذل جميع جهوده من أجل حلّ المعضلات والمشكلات الاعتقادية والدينية للشباب. وبواسطة معرفته الكاملة بالأسس الدينية ووعيه بالمشاكل الثقافية والاجتماعية، عمل بأسلوب فلسفي في مجالات التعرف علي المناهج الدينية والتحقيق الديني. لقد اعتبر الشهيد مطهري(ره) بغيرته الدينية أنّ الدفاع عن حريم الدين والمعنويات أصل وظيفته وأساسها، ولهذا وجّه تأليفاته وتحقيقاته في هذا النهج. بيانه الجديد والمنسجم مع نظام المعرفة الدينية ومفاهيم مثل التقوي، والدعاء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعدالة، والصبر، والزهد والإيمان، وانتظار الفرج، والمهدوية، والشهادة، والجهاد، والحماسة، والرزاقية الإلهية، والتوكل، والاجتهاد ومفاهيم أخري، تُعدّ من جهود ذلك العزيز. ويجيب الأستاذ في كتابه حول نظام حقوق المرأة في الإسلام علي الشبهات الواردة حول شبهات حقوق المرأة الإسلامية، وفي كتابه الخدمات المتقابلة بين إيران والإسلام، يبين تصويراً دينياً حول الوطنية ويصنع رابطاً بين الإسلام وإيران.

لقد كان الشهيد مطهري(ره) يحول دون غروب شمس الدين بواسطة جهوده المستمرة ليل نهار. وقد دافع بشكل علمي عن فلسفة النبوة، وحاجة البشر إلي الدين وختم النبوة في كتبه «الإمداد الغيبي في حياة البشر» و«النبوة» و«ختم النبوة». وبكتابته لكتاب «الإسلام ومقتضيات الزمان» ربط حاجات الزمان المتغيرة مع عنصر الاجتهاد بالأصول الثابتة.

لم يكن الشهيد مطهري(ره) غريباً عن المدارس الغربية أيضاً، وفي كتابه «الإنسان والإيمان»، يذكر أفكار ويل دورانت، وويليام جيمز، وإيريك فروم وتولستوي. وأيضاً في كتبه «أسباب التعلّق بالمادية» و«نقد الماركسية» و«أصول الفلسفة والمنهج الواقعي»، ينتقد الماركسية والأفكار الإلحادية. وفي كتاب «مقدمة للرؤية الكونية» المكوّن من سبع مجلّدات، يبيّن وجهة كاملة للكلام الإسلامي. يعدد الأستاذ الاختلافات بين الإنسان والحيوان في أبعاد الرؤية والتعلّقات في كتاب «الإنسان والإيمان» ويعرّف الإسلام علي أنّه رؤية شاملة لكثير من الأبعاد، وفي كتاب «الرؤية التوحيدية»، وبواسطة تبيين مشاكل الرؤية العلمية وترديدها وعدم ثباتها، يتصدّي لتثبيت الرؤية الدينية والإلهية، وفي كتاب «الوحي والنبوة» يشير إلي خصائص الأنبياء(ع) من بينها الإعجاز، والعصمة، والقيادة، وخلوص النية، والمرونة، والمواجهة ودور الأنبياء التاريخي. وبكتابة «الإنسان في القرآن» يتعرّض لوصف التعرف علي الإنسان بشكل ديني وينقد الإنسان في المذهب الوجودي وفي كتاب «المجتمع والتاريخ»، يبطل المجتمع الماركسي والمادية التاريخية. وفي كتابه ‏«‏الإمامة والمعاد» يظهر وجهاً صحيحاً لقيادة المجتمع والحكومة والحياة الأخروية أيضاً.

إلي هنا اتضح أنّ كامل خطوات الشهيد مطهري(ره) وحياته كانت من أجل الدفاع عن الإسلام والمعارف والقيم الدينية. وحتي عندما كتب حول حافظ وتماشاكه راز، إنّما كتب من أجل الإجابة علي الشبهات التي يوردها أحمد شاملو في الهجوم علي حافظ الشيرازي والدفاع عن تدين حافظ. ولقد كان موضوع حدود الدين وحاجة الإنسان للدين من هموم الأستاذ الأساسية طيلة حياته الفكرية، والتي تصدّي لها في آثاره العلمية.

وهذا ما يقوله حول توجهاته وأبحاثه:

عندما حمل هذا العبد (يقصد نفسه) القلم بيده منذ ما يقارب العشرين عاماً، وكتب مقالة أو كتاباً، كان هدفه الوحيد في جميع مؤلفاته هو حلّ المشاكل والإجابة علي الأسئلة المطروحة في مجال المسائل الإسلامية في عصرنا. مؤلفات هذا العبد، تارة اجتماعية، وأخري فلسفية، أو أخلاقية، أو فقهية، وبعضها تاريخية. وبالرّغم من أنّ موضوعات هذه الكتابات كانت مختلفة عن بعضها بشكل كامل، فإنّ هدفها الكلي هو شيء واحد فقط. إنّ دين الإسلام المقدّس هو دين غير معروف، وقد تحرّفت بعض حقائق هذا الدين بالتدريج من وجهة نظر الناس، والسبب الأساسي وراء تهرّب فريق من الناس، هو التعاليم الخاطئة المنسوبة للدين. إنّ هذا الدين المقدس يتعرض لضربات وصدمات من الأشخاص الذين يدّعون حمايته ودعمه. هجوم الاستعمار الغربي المرئي والمخفي من جهة، وقصور وتقصيرات الكثير من الذين يدّعون حماية الإسلام في هذا العصر من جهة أخري، تسبب في تعرّض الأفكار الإسلامية في المجالات المختلفة من الأصول إلي الفروع إلي هجمات. ولهذا السبب يجد هذا العبد وظيفته أن يقوم بواجبه في هذا الميدان في حدود قدرته.
إنّ الكاتب وبسبب قلّة المؤونة ومحدودية الحجم لم يتمكن من كتابة جميع نظريات الأستاذ مطهري(ره) في مسائل معرفة الدين واكتفي ببعض مباحث الكلام الجديد وفلسفة الدين.

تعليقات الزوار

سلة المشتريات