شراء
هوية الكتاب
عنوان أخي عباس
تأليف حميد داود آبادي
ترجمة الشيخ حبيب عبد الوهاب الساعدي
إخراج فنّي محمى صالح
طبعة الأولى
عدد الصفحات 174
قياس 14*21
تجليد غلاف
سنة النشر 2018
ISBN 978-9953-983-09-7
سعر 6$

أخي عباس

كتاب "أخي عباس" من مجموعة حكاية الصالحين رقم (3) يتحدث عن ذكريات "الشهيد عباس كرداني" المدافع عن حرم أهل البيت علیهم السلام.

مجموعة "حكاية الصالحين" تحكي قصة الشهداء الايرانيين اللذين إستشهدوا في سورية والعراق دفاعاً عن حرم أهل البيت علیهم السلام.

كلمة المؤلف:

قبل عدّة سنين كنت مشغولاً بكتابة بحث تحقيقي حول لبنان وقد أخذ من وقتي الكثير، فلما وصلتني رسالة من امرأة على صفحات الشبكات الاجتماعية: 

«اخي عباس كرداني من الشهداء المدافعين عن حرم أهل البيت^ وهو من أهالي خوزستان واُريد منكم ـ إن أمكنكم ـ أن تكتبوا بحقّه كتاباً».

فاعتذرتُ وقلتُ: 

«بالرغم من أني أُحبّ كثيراً أن أعمل هذا العمل إلّا أنّه ليس لي الفرصة لذلك»

ولكن لَمّا وصلتني هذه الرسالة: 

«أخي كان قد قرأ جميع كتبكم وكانت لديه علاقة شديدة بكتاباتكم» 

وفي لحظة واحدة تغيّر كل شيء وطلبتُ منها أن ترسل لي كلّ شيء يتعلّق بهذا الشهيد، فتحملتْ عناء ذلك وأرسلت لي صفحات دفتر مذكرات أخيها بكلّ لهفة وشوق.

وفي الأثناء تعرّفت على أحد الأبطال المدافعين عن العتبات المقدسة باسم (مسعود أُويسي) الذي كان مشغوفاً بخصال عباس الأخلاقية حيث كان يأخذ الجهاز الصوتي معه إلى كلّ مكان ليحاوره.

وإنّ عمله هذا كان لطيفاً إلى حدّ كان عباس يجيب بكل بساطة عن اسئلته المفصّلة في كل زمان وعلى أيّ حال.

وقد قامت اُختُ الشهيد عباس بتهيئة وإنجاز جميع المحاورات التي أجراها مسعود أُويسي مع الشهيد عباس كرداني، وتمّ إحضار تلك المحاورات عندي.

وقد حاولت بكلّ ما بوسعي في تدوين هذا المؤلف أن أتحاش أقلّ تدخل أو تصرف، وأقتصرُ على التوضيح في مواضع الحاجة والضرورة وأدرج ما يلزم توضيحه في  الهامش.

وهذا الكتاب  لم يشتمل إلّا على ما كتبه الشهيد عباس كرداني بخط يده والحوارات التي اُجريت معه، وبالتأكيد فإنّ لأهله وزملائه المقاتلين معه ذكريات لطيفة وكثيرة وهي بحدّ ذاتها تحتاج إلى كتاب مستقل وسننشره بإذن الله تعالى في المستقبل، أمّا هل يكون ذلك من قِبلي أو من الآخرين؟ والمهم أنّ هذا التوفيق يا ترى سيكون مِن نصيب مَن!

وفي الأخير من المناسب أن اعترف:

بأنّه لم يكن لي أيّ دور مهم في نشر هذا الكتاب ولا أدّعي عندي شيء من ذلك، إلّا أن يكون ذلك وسيلة للاستفادة  من إخلاص الشهيد عباس كرداني ومعرفته ومحبته والشغف به  حيث كان يتجلّى ذلك ويطفح على حديثه ومدوّناته.

وفي خلال هذه الأشهر القلائل التي تمّ فيها تأليف ونشر كتاب الشهيد عباس كرداني، ضاق بي المجال ذرعاً وتحمّلتُ عناءً وصعوبات كثيرة لا توصف وأقلّ ذلك أنّي ابتُليت بانسداد اثنين من أوردة قلبي، وقد أجبروني على معالجتها، وأيضا عندما كنت أبحث عن أعمال وكتابات الشهيد كرداني كنت اُصاب بالحرج وضيق التنفس، وقد يستدعي الأمر وقتاً طويلاً كاُسبوعين أو ثلاثة أسابيع لتدوين (5) دقائق من التسجيل الصوتي لكي أتمكن من كتابتها بأمانة كاملة واُوصلها إلى المكان الذي اُنشده وأقصده.

ولم أطرح كلامي هذا كي أقول إنّ الشهيد عباس كرداني كان كبيراً وعظيماً واني استطعت أن اُدوّن كتابه!

ولكني أُريد أن أعترف: 

إنّي كنت في كل لحظة من العمل ولا سيما حينما كنت اسمع التسجيل الصوتي أغبط مسعود اُويسي على شرف لقائه ومحاورته مع الشهيد كرداني، وكنت أتحسّر على حرماني من التوفيق للقاء هذا الشهيد المدافع عن العتبات المقدسة، وأتعرف عليه وأحظى به وأستفيد من محضره وأُقبِّل قدميه.

وأرى من المناسب أن اُقدّم خالص شكري على الجهود التي بذلها هؤلاء الأعزاء: 

أُسرة الشهيد عباس كرداني المحترمة التي هيّئت لي هذه الفرصة بلطف الله ومَنّه.

وكذلك الأخ المحترم «مسعود اُويسي» حيث إنَّ جميع هذه الحوارات مع الشهيد كرداني كانت بجهوده.

وأيضا اُقدّم شكري إلى «فاطمة كرداني» التي كانت هي السبب والمتولّي لطبع ونشر كتاب أخيها الشهيد.

وكذلك أشكر «عاطفة بور حكيمي» التي كانت خير واسطة إلى أُسرة كرداني حتى يشق هذا الكتاب طريقه الصحيح.

والكلام الأخير هو :

قد كتبتُ اسمي لاُمنية واحدة فحسب وهي أن أحظى أنا الذي تخلّفت عن القافلة بنظرة من الشهيد عباس كرداني ويأخذ بيدي ويكون شفيعي يوم القيامة.

 إن شاء الله تعالى 

حميد داود آبادي

فصل الصيف من عام 1396هـ ش.

السيرة الذاتية للشهيد:

عباس كرداني أو باللهجة العامية(كردوني) ولد يوم الاثنين(20 من شهر اسفند لعام 1358 هـ ش) في مدينة الأهواز التابعة لمحافظة خوزستان، وقد أدرك نهاية حرب الدفاع المقدس عام 1367 هجري شمسي وكان له من العمر 8 سنين.

في هذا الوقت كانت خوزستان تخضع بشكل مستمر للقصف المدفعي والصواريخ والانفجارات من قبل جيش حزب البعث العراقي، وقد أدرك عباس بوجوده هجمات العدو وكان لذلك التأثير الكبير على روحيّته.

ولما دخل في ريعان الشباب كان يتحسر دائماً على عدم تمكّنه من الالتحاق بجبهات القتال لصغر سنه، الأمر الذي جعله يسعى للحضور في أماكن الدفاع المقدس ـ التي لم تكن تبعد عن محل سكنه إلّا مسافة قليلة ـ ويحاول أن يحظى بالأجواء المعنوية التي يتمتع بها جنود الإسلام.

كما أنَّ مطالعة ذكريات الشباب المؤمن الذين استطاعوا أن يضربوا قلب العدو ولم يسمحوا بجهادهم وشهادتهم أن يسيطر العدوّ على شبرٍ واحدٍ من تراب وأرض إيران الإسلامية كان لها الأثر البالغ على روحية عباس، الأمر الذي جعل من عباس ناشطاً تربوياً ومشاركاً في قوات التعبئة والحرس الثوري، ونظراً إلى استعداده الجيد فكانت له مشاركة واضحة في ذلك.

أضف إلى ذلك الحرب التي دامت 33 يوماً في لبنان في فصل الصيف لعام 1385هـ.ش . حيث كانت تشكّل ميداناً مهماً من المشاركة الفاعلة للشهيد عباس وبعض أصحابه في جبهات القتال ضد العدو الصهيوني الغاصب، وكان لهذه الحرب الدور المهم في رفع المستوي الروحي والعسكري له.

إنّ حضوره في جبهات القتال ضد الدواعش في العراق، وبعد ذلك حضوره الفعال في جبهات القتال في سورية لمواجهة الإرهابيين المجرمين تُعدّ من جملة نشاطاته الجهادية الأخيرة.

كما أنّ شرح النشاطات الثقافية، والشؤون الخيرية والتعليمية والعسكرية وحتى الاقتصادية للشهيد عباس كرداني تُعدّ موسوعة كبيرة وهي جزماً تحتاج إلى كتاب مفصل وجامع.

وأخيراً ففي يوم الاثنين 19 بهمن لعام 1394هـ.ش في الساعة العاشرة صباحاً تقريباً أصابته طلقة نارية صادرة من قبل الإرهابيين المجرمين وقعت في صدر عباس كرداني لتعرج به إلى السماء وذلك في عمليات تحرير مدينتي (نبّل) و(الزهراء) في ارتفاع (تل طامورة) بالقرب من مدينة(ماير) الواقعة في سورية.

وقد بقي جثمانه الطاهر في ميدان الحرب 3 أيام، ثم استطاع أصحابه المقاتلين جلب جثمانه ونقل من هناك إلى إيران، وتمّ تشييعه في يوم الأحد 25 بهمن لعام 1394 في مدينة الأهواز ـ مسقط رأس عباس ـ وحمل جثمانه إلى مقبرة بهشت آباد، ليرقد قرير العين إلى جانب أصحابه المقاتلين.

هنيئاً له الشهادة

تعليقات الزوار

سلة المشتريات