انها نفسي تزهق
مصطفى كاظم زاده، فتى لم يتجاوز سني الحلم ولم يعش زهوة الشباب، قضى شهيداً مرتقياً إلى علياء القدس، إنه بحق علي الأكبر أو القاسم، ومهما تشابهت المسميات يبقى مصطفى شهيداً من شهداء كربلاء إيران كما شاء هو أن يعبر عنها.
إنّها نفسي تزهق، قصة تروي فارساً من فرسان الحياة، فليس من الصحيح أن تكون هذه النماذج خاصة في إيران، فمصطفى لم يكن يوماً لمنطقة جغرافية أو أمة أو ملة، إنه شهيد الإنسانية جمعاء وفارس الحياة غلب بقدرته الموت وقال لصديقه لحميد: اليوم سأرحل...
قد تعجب قارئي العزيز عندما تقف بين ثنايا الكتاب من هذه الشخصية المتنورة، والتي ربما تعدها ضرباً من عمل المخيّلات، فمصطفى عاش ليموت، لكن ليس الموت الذي ينهي حياة الإنسان، فهذا شيء خارج قواميس العظماء، إنما موت مصطفى هو بداية الإنطلاق والرقي في نموذج عزّ تكراره واضمحلت أخباره، وهو القائل إن الجبهة جامعة بناء الإنسان ليرتقي نحو القدير.
لا تحسبّن عزيزي القارئ أنّ مصطفى هو الفرد الفارد، فنحن بحمد الله قد شهدنا نمو دمائه بعد أن كتب في وصيته" أتمنى أن تكون شهادتي باعثة على فوران روح الإيثار والتضحية والشهادة بين إخوتي وقرابتي"، وهي كانت بحق كذلك فدماء مصطفى أنبت سبع سنابل في كل سنبلة ألف ألف حبة وحبة، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها....
وهذه قافلة الشهداء قد سارت وانطلقت من كربلاء إلى إيران إلى العراق فلبنان فسوريا واليمن، وشعارهم واحد والصوت واحد "هيهات منا الذلة، وبالموت تهددنا يابن الطلقاء إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، قافلة عزّ نظيرها وثبت قائدها، فها هو الخميني العظيم قد مخر عباباها، وها هو الخامنائي المفدى قد سبر لججها، ومعه ماذا...؟
معه جموع هائجة وأكباد مستبسلة تهتف للموت ألا أيّها الخنوع، فوالله لو برزنا لأريناك عجبا، إنّ الخامنائي شمس تبعث الضياء، ونحن الفراش الذي يهوي الإحتراق بهالة من هالاته...
سلام عليك يا مصطفى يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حياً، وسلام على كلّ شهيد مضى وقضى نحو الحياة الأبدية مستعيناً بعينيك ليقرأ {ألم يعلم بأنّ الله يرى}...
تعليقات الزوار