الشوك والقرنفل
رواية الشوك والقرنفل …
هذه ليست قصتي الشخصية وليست قصة شخص بعينه، على الرغم من أن جميع أحداثها حقيقية.
كل حدث منها أو كل مجموعة من أحداث تخص هذا الفلسطيني أو ذاك. الخيال في هذا العمل هو فقط في تحويله إلى رواية تدور حول أشخاص محددين ليتحقق لها شكل العمل الروائي وشروطه، وكل ما سوى ذلك حقيقي، عشته وكثير منه سمعته من أفواه من عاشوه هم أهلهم وجيرانهم على مدار عشرات السنوات على أرض فلسطين الحبيبة.
أهديه إلى من تعلقت أفئدتهم بأرض الأسراء والمعراج، من المحيط إلى الخليج، بل من المحيط إلى المحيط.
يحيى إبراهيم السنوار
مقدمة الناشر ...
لا يمكن النظرُ في رواية "الشوك والقرنْفُل" باعتبارها عملًا أدبيًا, فكاتبها نفسه، لم يكتبها لهذا الغرض، ولم يستعرض فيها قدراته التقنية في الحبكة والسرد والتشويق، لكنه تحرّى الصدق، والأمانة المعلوماتية، كما كان يفعل رواة الأحاديث، وإذا كنا لا نستطيع أن نقرأها فقط كعمل أدبي، فماذا يمكن أن نقرأ فيها؟
حسنًا، يمكننا أن نقرأ فيها رواية السنوار، أحداثَ وطنه، ومسيرتَه الشخصية والفكرية والوجدانية غير معزولة عما يمرّ به هذا الوطن وشبابه، وعما جربه فنجح فيه أو فشل.. هذا القائد الحمساوي - (الشاب الأسير) في ذلك الوقت - يخبرنا كيف وصلنا، وكيف وصل إلى هنا.
وبهذا الفعل التعبيري القادم من وراء الجدران عام 2004، حوّل السنوار تاريخَ المقاومة إلى قصة حية تشكل مصدرًا مهمًا لقوة شعب فلسطين، الذي يقدم بدوره نموذجًا للكفاح طويل المدى، يتشارك فيه الأبطال مشاعرَ الحزن والأمل، وقصص الحب.
لا يجد قارئ هذه الرواية صعوبة في تفسير رموزها، فالأسرة هي الوطن، وأبناؤها أبناؤه، واتجاهاتهم الفكرية هي ما تمر به الساحة الفلسطينية من آراء واجتهادات، هدفها الأخير هدف واحد، والكاتبُ يستخدم روايتَه، من خلال بطلَيها أحمد (الراوي)، وإبراهيم (القائد الحمساوي المناضل)، ليشرح رؤيته الشخصية للواقع ولطبيعة المعركة وللحلول.. هو يخوض عبرهما حالة من النقاش السياسي والفكري مع التيارات الأخرى في المجتمع الفلسطيني، يسعى أن يشرح لهم فكرة ويوضحها، ويسوق الحجج لدعمها.
وهنا نلاحظ حضور السنوار صاحب الرؤية والقضية غالبًا على حضور الروائي..
الرواية بالنسبة له هي حكاية الوطن، وما يقوله فيها محاولةٌ لشرح رؤيته لأبناء الوطن: الفلسطيني أولًا، ثم العربي والإسلامي ثانيًا؛ لجمعهم وراءها والرواية في الحقيقة هي رسالة للأمة (كل الأمة) لتفهم القضيةُ، كما يريد السنوار أن يشرحها..
وحين وقع في أيدينا رواية ليحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والعقل المدبر لـ "طوفان الأقصى"، فإن أول ما خطر ببالنا علينا أن نطبع الرواية ونوزعها في العالم العربي بعد عشرين سنة ونشكر زملاؤه الأسرى الذين نقلوا الرواية لخارج السجن وكل من ساههم بنشرها.
دار الحضارة الاسلامية
بيروت - 2024
تعليقات الزوار