بنات الشمس
نص تقريظ سماحة الامام الخامنئي
باسمه تعالى
بعد ما يقرب من ثلاث سنوات تمكنت هذه الأيام ـ ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء÷ ـ من قراءة هذا الكتاب. يُعدّ هذا الكتاب من أفضل الكتب القصصية التي كتبت بأقلام إيرانية تهدف إلى بيان المسائل الفكرية. إن الطرح العام للرواية ومشاهدها القصصية جميلة وعذبة. والكلمات فيه قوية ومنطقية. وبالمناسبة فقد سبق لي قبل هذا أن قرأت كتاب >بنات الشمس<، وقد وجدت ذلك الكتاب أقوى منه. ولكن بالنظر إلى بعض الملاحظات (ولا سيّما عدم توظيف العامل الجنسي) فقد احتوى هذا الكتاب على الكثير من الفن. وعليه يجب الترويج له. وأرى أن نقطة ضعفه الوحيدة تكمن في ذكر خصائص وصفات أستاذ فاطمة في الفصل الأخير من الكتاب.
أواسط شهر خرداد سنة 1387 هـ ش
السيد علي الخامنئي
مقدمة
إن كتاب بنات الشمس ليس مجرّد قصّة. فإن القصّة تشتمل في بعض الأحيان على رواية لإحساس أو شعور أو تجربة لا أكثر. في حين أن بنات الشمس رواية لرؤية.
يهدف هذا الكتاب ـ بذريعة رواية رحلة جماعية لمجموعة من بنات مجتمعنا ـ إلى تقديم تقرير ورواية عن الأسئلة والهواجس التي تحملها البنات الإيرانيات, ويسعى من خلال ذلك إلى العثور على طريق إلى الإجابة عن بعض هذه الأسئلة لا في قالب جاف وأحادي الجهة، بل ضمن فضاء عقلاني مفعم بالإحساس والنشاط.
إن بنات الشمس تدريب على الحوار الجماعي. إنه محاولة لجمع فئة من البنات الشبابات القادمات من مختلف الخلفيات والطبقات المتنوّعة والمشارب الفكرية المتباينة للجلوس مع بعضهن والاشتراك في بيان هواجسهن بكل حرية، ليتخذن بذلك خطوة تقرّبهن من نقطة الحقيقة.
إن كتاب بنات الشمس من خلال اختياره لشكل من القصص التربوي باسم >المقالة القصصية< يتقبّل هذه المحدودية التي لا تجعل همّه منحصراً في مسألة الجاذبية القصصية فقط، ويترك هذه المسؤولية بشكل أكبر إلى طلاوة وطراوة أفكاره.
إن بنات الشمس هو كتاب اليوم كما أنه ليس كذلك. إنه ليس كتاب اليوم بالنظر إلى أن تأليفه يعود إلى عقد ونصف من الزمن، فهو ينتمي إلى ظروف وأحوال تلك الفترة وتداعياتها ومقتضياتها، ولكنه كتاب اليوم في الوقت نفسه بالنظر إلى أنه لا يزال يُطبع في كل عام ويتمّ التحاور حوله بين جمهور القرّاء ولا تزال تنعكس أصداؤه، ولا تزال هواجه وأبحاثة حيّة ومحسوسة في المجتمع الايراني.
دار الحضارة الاسلامية
بيروت سنة 2022
مقدمة المؤلفين
لقد استغرت منّا رحلة بنات الشمس ـ الممتدة لعشرة أيام ـ ثلاث سنوات كاملة. وقد شملنا بعض المنظرين وعدد من الأساتذة الكرام في الجامعات والكثير من الأصدقاء بلطفهم من خلال آرائهم البنّاءة. ومن هنا فقد عمدنا طوال هذه المدّة إلى إعادة كتابة نص الكتاب عدّة مرّات. ومن بين جميع الأحبّة الذين نرى لهم واجب الشكر علينا، نخصّ بالذكر ـ رعاية للأدب ـ سماحة حجّة الإسلام والمسلمين سعيد معمار منتظرين، وحجّة الإسلام والمسلمين الدكتور علي رضا صادق زاده، والأستاذ السيد مهدي شجاعي، والأستاذ السيد أبو القاسم الحسني (ژرفا)، حيث لهما الدَّين الأكبر على كتاب بنات الشمس، وقد عمدوا خلال هذه المدّة مراراً إلى دعمنا ومدّنا بآرائهم العطوفة والمخلصة. وفي الوقت الذي نتقدّم إليهم بواجب الشكر، نسأل العليّ القدير أن يواصل نزول البركات الدائمة عليهم.
كان سؤال البعض يدور حول سبب حصر إنتماء مؤلفي كتاب بنات الشمس إلى فئة الرجال فقط؟! وجوابنا على ذلك هو: حيث أن انتمائنا إلى صنف الرجال لم يشكل مانعاً في توجيه السؤال لنا حول مختلف المسائل والشبهات الخاصة بالنساء، فلماذا يحول ذلك دون إجابتنا عنها؟ ثم إننا لكي نقرّب كتاب بنات الشمس من الفضاء النسوي بشكل أكبر قد استفدنا من آراء الكثير من البنات الجامعيات في جامعة أمير كبير الصناعية، وجامعة إصفهان، وجامعة العلوم الطبية في إصفهان، حيث عرضنا عليهن أجزاء من هذا الكتاب في حصصهن الدراسية، ومن هنا نتقدّم إلى جميعهن بواجب الشكر والتقدير، كما استفدنا أيضاً من آراء زوجاتنا في ترسيم تلك الفضاءات، وكيف نعمل على تلبية وتقدير لطفهن وتحمّلهن بالشكل المناسب.
كما سوف نبقى مدينين لكرم القرّاء الأعزّاء الذين لا يبخلون علينا بآرائهم ومقترحاتهم.
ومن الله التوفيق
المؤلفون / شهر بهمن سنة 1381 هـ ش
تعليقات الزوار