الشهيد رسول عنوان للصداقة
كتاب "الشهيد رسول عنوان للصداقه" من مجموعة حكاية الصالحين رقم (10) يتحدث عن ذكريات "الشهید محمد حسن خليلي" المدافع عن حرم أهل البيت علیهم السلام برواية زوجته.
مجموعة " حكاية الصالحين " تحكي قصة الشهداء الايرانيين اللذين إستشهدوا في سورية والعراق دفاعاً عن حرم أهل البيت علیهم السلام.
المقدمة
الکتابة تحتاج إلى دافع، وأيّ دافع وباعثٍ أفضل وأعلى من طاعة أمر سماحة القائد المعظّم ـ مدّ ظله العالي ـ حيث قال: "لديّ قناعة راسخة وهي أنّ إحياء ذكرى الشهداء من الضروريات الأساسية في البلاد."
وبِنيّة التقرّب إلى الله وبمعونةٍ من الشهداء لاسيما الشهيد محمد حسن (رسول) الخليلي، وضعتُ قدمي في هذا الطريق، وكُلّي أمل بالألطاف والهداية التي رافقتني طوال هذه الفترة.
لم تكن قدرتي على الكتابة بالمستوى المطلوب وبقدر العظمة والرحمة التي تتميز بها روح السيد رسول؛ لذلك طلبتُ منه العون بحجّة الصداقة والرفقة، لأنني أعلم جيداً بأن رسول يُعين من يرافقه حتى آخر نقطة. والحق أقول بأنه قد أتمّ حقّ الصداقة معي. فقد انتهت شهور البحث والتحقيق واللقاءات مع أصدقاء رسول إلى نتيجة واحدة؛ اتفق قول الصغير والكبير، القائد وزميل المدرسة الابتدائية، الجار ورفيق الجهاد، وحتى من قام بنقش اسم رسول على صخرة القبر، كلّهم اتفقوا على هذه الحقيقة: "رسولٌ كان صديقنا الوحيد."
كم هي جميلة هذه الرفقة، عندما كانوا يتحدثون عن شيمة ومعرفة رسول وعن رحمته وعدم إيذائه للآخرين وعن حرارة قلبه ونفسيّته. في هذه المدينة التي نلاحظ الناس فيها من أقصى منطقة في الشمال حتى أدنى نقطة في الجنوب يبحثون إمّا عن الشهرة والعنوان وإمّا عن المال والسعة. لقد جمع رسول في ساحة محبّته أصدقاء يتحدّثون عن صفائه ويحبّون وضوحه. هناك صديق له من لبنان يناديه: (حبيبي) وصديق آخر في مدينة الري يناديه: (مشتي) . أخلاقه الحسنة، وظاهره الأنيق، وعطره الفوّاح، أو بعبارة أُخرى: مواكبته للعصر، لم تكن أظهر من حيائه وتقواه وصدقه؛ لم يكن سكوته وصبره ومغفرته وحفظه للأسرار، أقلّ من مهارته وتبحّره في أداء العمل. لذلك كان من الصعب بالنسبة لي درك سعة هذه الروح العظيمة التي عبّر عنها أخوه بهذه الجملة: " كانت روح رسول أعظم من جسمه وكان هذا السبب وراء شهادته ."
فقد وقفتُ مراراً أنظر إلى صورته أطلب منه بكل خلوص أن يعينني على أن أقوم بهذا العمل على أحسن وجه لكي لا أشعر بالتقصير أمام نظرات والديه الحنونة وما حبَتْني من ألطاف من أخيه وأصدقائه الذين بذلوا كلّ ما في وسعهم وحدّثوني بصدق عن حياة رسول؛ الشهيد الذي كان لا يزال حاضراً وحيّاً في حياتهم. وفي النهاية تفضلتْ عليّ أسرةُ الشهيد بتسليمي ذكرياته التي كان قد كتبها بنفسه، والتي رسمت لي خطة العمل وطريقة إنجاز هذه المهمة.
فقد بدأتُ مع رسول من مدرسته المتوسطة (معراج انديشه) ورافقته خطوة خطوة حتى وصلتُ إلى معمل تفكيك العبوات الناسفة في حلب. بل سرتُ معه أكثر وتقدمت حتى وصلت إلى لحظة الانفجار في (تل حاصل) وكم كانت جميلة هذه الرفقة. لقد واجهتني في الطريق بعض الصعوبات والملل وغيرها من الأُمور والمشاكل ... لكنها كانت تزول جميعاً بمجرد ابتسامة من السيد رسول. بذلتُ ما بوسعي كي أجبر عجزي عن الكتابة من خلال هذه الرفقة وأتمنى أن تكون روح الشهيد رسول العظيمة قد غفرت لي هذا النقص والتقصير.
كما قمتُ بتحقيق وجمع الذكريات والحوادث التي وقعت بعد شهادة السيد رسول من خلال القلوب المضطربة التي اطمأنّت، والأقدام التي رجعت إلى جادة الصواب، وتأثير هذه الشهادة على الجيل الجديد، تحت عنوان (رسول العشق) وهي في مراحلها الأُولى وستُطبع سريعاً إن شاء الله تعالى.
في الختام أقف احتراماً وتقديراً أمام ألطاف وعناية والد الشهيد ووالدته وأخيه، وجميع أصدقائه وزملائه ورفاقه في الجهاد الذين بذلوا ما بوسعهم في مساعدتي وكانوا خير أعوانٍ لي في هذا المسير.
كما أرى من الواجب عليّ أن أُثمّن وأُقدّر توجيهات الأمن العسکري في وحدة (ن . ق) الذين يبذلون قصارى جهدهم في حفظ أسرار عمل هؤلاء الأعزاء.
كما أتقدّم بالشكر لجميع الموظفين والعاملين في مؤسسة نشر (الشهيد كاظمي) الذين تفضّلوا عليّ بألطافهم وأعانوني على طبع هذا الكتاب بالرغم من كثرة مشاغلهم.
والسلام عليكم ورحمة الله
شهلا پناهي
صفر المظفر عام 1439هـ.ق
تعليقات الزوار