السر المذاع
كان يخفي سرًا أعمق من ظلمات الحرب. من بيروت الملتهبة إلى جبال البوسنة المكللة بالثلوج، ومن ساحات قريته المحتلة إلى أراضٍ بعيدة تئن تحت وطأة الظلم، حمل معه سلاحه وروحه المتأججة.
كل رصاصة أطلقها، كل جرحٍ تلقاه، كل دمعةٍ مسحها عن وجه طفلٍ مذعور، كانت تُضيف لبنةً جديدة إلى جدارٍ صلبٍ بناه حول نفسه. جدارٌ من الصمت والغموض، حَجَبَ عن العالم سرًا مدفونًا في أعماقه.
وعلى المقلب الآخر يظهر صحافيٌ مُفتونٌ بشجاعته طالبٌ للشهرة والمال، يقابل ذلك المقاتل الذي وهب حياته للدفاع عن المظلومين، فيُقرر اكتشاف حقيقته: ما الذي يدفعه إلى الخوض في حروب بعيدة؟ هل هو السعي إلى العدالة، أم هروبٌ من ماضٍ لا يُغتفر؟ أم أن هناك سرّا يستحق أن يُذاع وباطنًا يتعلّق بمعنى الوجود والفلسفة التي تطرح أسئلة حول الحرية والإرادة؟ علاماتُ استفهام تقود الصحافي عبر القارات والسنين، فيواجه مخاطر تُهدد بابتلاعه. ولكن، هل سيجد الإجابات قبل فوات الأوان؟ وهل سيَتحمّل عواقب معرفة الحقيقة؟
كلمة "أنوارٌ بيننا"
"أنوارٌ بيننا" مبادرةٌ تطوّعيّة جامعة تتقدُّم في الجبهة الثقافيّة الرسالية الإسلامية. سلاحُها الفِكرُ والقلم، ووسائلُها عقلُ مفكّرٍ واعٍ، وقلمُ كاتبٍ، وريشة فنّانٍ. سرت في شرايينها دماءُ شهداء الأمة ومحور المقاومة الإسلاميّة فأحيتها، لتكون "أنوارٌ بيننا" القلب النّابض بالقيم الثورية الإسلامية.
تأسّس مشروع "أنوارٌ بيننا" في أيلول ٢٠٢٠ م، من بضعة أفراد متطوّعين جمعهم حبّ الله والجهاد في سبيله ومسؤوليّة إيصال كلمة الإسلام الّتي نطقها الشّهداء وسكبوا دماءهم واحدًا تلو الآخر في كأسها.
وقد غدت "أنوار بيننا" مشروعًا عابرًا للحدود الوهميّة، بهمّة مجاهدين من لبنان وفلسطين وإيران وغيرهم، إذ كان هدفنا الأساس انصهار الجهود لتوحيد الأمّة الإسلاميّة وصناعة وتربية شهداء مثقّفين جدد عبر الاقتداء بمن مضى منهم.
أنجزنا في "أنوارٌ بيننا" أنشطة متعدّدة تعمل في ساحاتٍ متنوّعة، أبرزها كتابة الرّوايات الأدبيّة عن الشّهداء، لكونها من أفضل الطرق التي تحاكي الجيل الشّابّ ولقدرتها على إيصال المشاعر والمشاهد.
وتركّز العمل حول شهداء محور المقاومة -لا سيّما الأوائل منهم- من حزب الله، حماس، حرس الثّورة الإسلاميّة والجهاد الإسلاميّ. وبعد البحث في حياة الشّهداء، انطلقت عجلة العمل حول شهداء هم مِن الأكثر قدرةً على التّأثير في الأفراد من حيث حياتهم الاجتماعيّة ومعتقداتهم وجهاد أنفسهم وإنجازاتهم وثقافتهم، التي لا تحدّها الجغرافيا مثل: علاء البوسنة، وجمال أبو سمهدانة.
وضمن الأنشطة أيضًا يبدع متطوّعو المبادرة في مجموعة الرّسم والتّرجمة، بالإضافة إلى مجموعة الإنتاج الفكريّ الإسلاميّ لإنجاز كتابات ومؤلّفات في مجالات علم الاجتماع والعسكر والتّربية الإسلاميّة وغيرها بحيث يبحث المفكّرون الإسلاميّون نقاط الضّعف في الأمّة وسبل معالجتها بناءً على الفهم القرآنيّ، وممّا صدر عنها: كتاب الدّولة الإسلاميّة (الّذي قُدّم لأحد أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران لكن لم يُطبَع ويُنشَر بعد)، ويجري العمل الآن على ملفّيْ كتابة آخرَيْن هما: نظريّة المعرفة في الإسلام واستراتيجيّة الجهاد في الإسلام (حرب العصابات نموذجًا).
ولا يخفى ما للتأهيل والإتقان من أثر وقوة لذا تنهض "أنوارٌ بيننا" في تنظيم دورات مختلفة لتنمية المهارات (لدى المتطوّعين المجاهدين) كدورات كتابة القصّة القصيرة والرّواية والسّيناريو والشعر وغيرها.
وبكلمة فإن مبادرة "أنوار بيننا" تسعى لتحويل الأفكار الإسلاميّة إلى سلوك فرديّ لدى المجتمع المسلم.
وأخيرًا، تهمنا الإشارة إلى أن عملنا "open source،"؛ فبإمكان أيّ شخصٍ اقتراح فكرة إسلاميّة حتى نضع بين يديه طاقاتنا وإمكاناتنا لتحقيق الهدف المنشود.
فإذا كنت تملك مبادرة فكرية إسلاميّة وثوريّة وجهاديّة لكنّك تحتاج إلى طاقم عمل أو تطوير للفكرة، أو حتّى إن لم تمتلك أيّ مهارة ولكنّك تحبّ أن تنشط في المجالات المذكورة، أو أن تكون ضمن مجاهدي المشروع المتطوّعين، يمكنك التّواصل معنا عبر الاخوة في دار الحضارة الاسلامية أو عبر رقم الهاتف هذا: 0096176661479
تعليقات الزوار