حب المقام والشهرة
لقد طبعنا خمسة كتب من سلسلة "دروس من فكر الإمام" وهذا الكتاب رقم (6) نقدم لكم بإسم "حب المقام والشهرة" نتمنى أن ينال إعجابكم.
تعريف عن الکتاب:
إنّ سيرة الإمام الخميني على مدى حياته المباركة كانت مناراً ومنبعاً لإلهام الباحثين عن الكمال والسالكين طريق الحق والحقيقة.
ويعود اتّصاف الإمام الراحل بسلوكه وسيرته الحكيمة في حياته الشخصية والاجتماعية إلى سنوات من بناء النفس في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ويشهد المقرّبون من سماحة الإمام أنّ السمة الأبرز في تصرفاته على مدى السنوات الطويلة التي كانوا فيها إلى جانبه وبخدمته هي إخلاصه وتركيزه على أداء التكليف. ولم تقتصر هذه السمة على حياته الشخصية فقط، بل بدت واضحة جداً في حياته الاجتماعية والسياسية أيضاً.
شعَر الإمام الخميني بالواجب الشرعي والديني الذي يقع على عاتقه فمضى في طريق النضال ضد الاستبداد الداخلي والاستكبار العالمي، وأدى هذه المهمة بنجاح عبر إخلاصه التام وتوكّله على اللّه.
لذلك فإنّ ما تحقّق على يديه المباركتين في طريق الثورة الإسلامية واستقرار الجمهورية الإسلامية في إيران، إنما هو ثمرة لإخلاصه وإيمانه الكبير باللّه سبحانه وتعالى.
فالإمام منذ بداية النضال وحتى انتصار الثورة وبعد ذلك، لم يفكر بالشهرة واللقب والمنصب والمقام، بل طالما تهرّب من هذه الأُمور.
فالإمام الخميني بسيرته العملية ونجاحه هذا، رسم الطريق أمام المسؤولين وأبناء الشعب ليعلموا أنّ الأهداف الكبيرة والمثل العليا يمكن تحقيقها بالإخلاص، وإن سرّ نجاح قادة المجتمع هو فتح قلوب الناس، وإنّ السبيل الوحيد والحقيقي والدائم لتحقيق فتح الفتوح هذا، هو الإخلاص وتنقية القلب من حبّ السلطة والجاه والمقام.
لقد علّم سماحة الإمام الخميني الجميعَ أنّ قبول المسؤولية في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية المقدّس ليس وسيلةً من أجل تحقيق الميول النفسية مثل عبادة المناصب وحب الشهرة، بل هي مسؤوليات خطيرة جداً يجب أن ينظر إليها المسؤولون على أنها واجبات تقع على عاتقهم وأن يتحملوا هذه الواجبات ويقوموا بأدائها.
من البديهي أن نظرة الأشخاص إلى المسؤوليات في رحاب هذه الرؤية سيحوّل ساحات العمل بهذه المسؤوليات إلى مشهد عظيم للجهاد والمثابرة، وغالباً ما يثمر راحة الشعب وطمأنينته حيال سلامة قطاع تقديم الخدمات.
إنّ خدمة عباد اللّه ونصرة دينه عن طريق تعزيز أركان النظام الديني هي أعظم عبادة وإنّ العبادة المخلصة لا تؤدي سوى إلى التقرب إلى اللّه سبحانه وتعالى، وأيّ ثمرة أسمى وأحلى من التقرب إلى اللّه عزّ وجل!
يحتوي هذا الكتاب على توجيهات للإمام الخميني في مجال آثار الإخلاص والأعمال المخلصة، مكانة السلطة والمقام في الإسلام وأخطارها وأضرارها، معايير الكفاءة وكذلك ذكريات سرَدَها المقرّبون من الإمام حيال سيرته العملية في الابتعاد عن التظاهر، وتهرّب هذا العبد المخلص للّه من المقام وحبّ السلطة.
في النهاية أتقدم بالشكر لمؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني التي تولّت تدقيق الكتاب وإصدار الموافقة لطبعه.
ملاحظات:
الأولي: النصوص المنقولة من صحيفة الإمام تمّ نقلها بالكامل من كلام الإمام أو رسائله ما عدا العناوين المخصصة لكل موضوع.
الثانية: إن الإشارة إلى ذكريات الإمام من أكثر من شخص في هذا الكتاب يؤدي إلى تعزيز الثقة بسيرة الإمام الخميني في الموضوع المشار إليه، مع ذلك فإن مسؤولية صحة الكلام أو سقمه تقع على عاتق رواة هذه الذكريات.
تعليقات الزوار