شراء
هوية الكتاب
عنوان سأعود بعد سبعة أيام! (حكاية الصالحين 14)
تأليف مصيّب معصوميان
ترجمة السيدة آمنة علي مطر الهاشمي
إخراج فنّي محمد صالح
طبعة الاولى
عدد الصفحات 200
قياس 14*21
تجليد غلاف
سنة النشر 2020
ISBN 978-9953-983-49-3
سعر 7$

سأعود بعد سبعة أيام! (حكاية الصالحين 14)

كتاب "سأعود بعد سبعة أيام!" من مجموعة حكاية الصالحين رقم (14) يتحدث عن ذكريات و مدونات الشهيد "محمدتقي سالخورده" المدافع عن حرم أهل البيت عليهم السلام .

مجموعة "حكاية الصالحين" تحكي قصة الشهداء الايرانيين اللذين إستشهدوا في سورية والعراق دفاعاً عن حرم أهل البيت عليهم السلام.

قال سماحة قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي خلال استقباله حشداً من عوائل شهداء المدافعين عن حرم أهل البيت:

"نحن نستلم الكثير من الرسائل من أشخاص يرجون السماح لهم بالتوجه للدفاع عن حرم أهل البيت وأن يكونوا من المدافعين عنه ويصرون على ذلك؛ وهذا نفس ما عشناه في ثمانينات القرن الماضي، الحالة نفسها تتكرر الآن في نفوس الكثيرين؛ الحقني بالصالحين، إن هذا تجسيد واقعي للإلحاق بالصالحين."

(24-5-2018)

المقدمة

وَٱلَّذِينَ جهَدُواْ فِينَا لَنَهدِيَنَّهم سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلمُحسِنِينَ 

كان من فوج "صابرين". الفوج الذي تجذّر فيه الصبر والثبات، وكما يتضح من عنوان هذا الفوج فإنّهم سعوا وتحمّلوا الكثير في سيرهم بهذا الطريق.

الشهيد محمد تقي سالخورده تربّى على يد الشهيد السيد جلال حبيب الله بور  آمر فوج صابرين. وقد نضج محمد تقي مع قائده في ساحات القتال وساحة  بناء النفس (الجهاد الأكبر) بشكل جيد ونال المسؤوليات الأكثر والأفضل تحت إشراف هذا القائد الفذّ.

عندما كنا ننظر إليه، نرى في وجهه ملامح الشهادة، ولم يكن يعيش كحياتنا، بل كنتُ أراه شهيداً يمشي بيننا.

كنت أكرر هذه الحقيقة على أصحابي وأنا متيقن بأنه سينال الشهادة يوماً ما فكان "سالخورده" بالنسبة لي يعني الشهيد.

لطالما كانت ترتسم على محيّاه ابتسامة، وكنا نقول مازحين "قد قُضي أمره، ولا يحتاج إلا لمضيّ الوقت، ولكن لا نعلم متى سيكون بالضبط".

بإمكانك أن تجد الكثير من الجواهر في وجوده: كان مستعداً للمهمات في جميع الأحوال والظروف، سبّاقاً في ذلك وفي المقدمة، طالباً للشهادة، لم يعرف للخطر معنى. أوّل المتطوّعين في أصعب المهمات، وفي مقدمة السائرين حيثما يهبّ عطر الشهادة، يمشي على الأرض في الظاهر إلاّ أنه كان يحلّق في السماء. وكان يليق به لقب "سالخورده" أي الشيخ المسنّ، وكأنّه عاش عمراً طويلاً ولمس التاريخ وعرف عِبره ودروسه. كنت أشعر بالطمأنينة عند رؤيته. من أي زاوية أنظر إليه أشعر بأنه ملاك يتحدث معي بنظراته وابتساماته، كنت أشعر بالفخر لوجوده هو وأمثاله. كانوا بركة لوحدتنا.

سلّمناه خط عمار في "خان طومان" حيث كان خطّاً مهماً وحساساً، وقد أنهى تلك المهمة بنجاح وهو مرفوع الرأس .

كان متوكلاً على الله تعالى متوسلاً بأهل البيت.

قليلاً ما كنتُ أراه؛ إلّا أنّ أصحابي يتحدثون عن مناجاته مع الله بالرغم من عمله الصعب والجادّ في النهار، فإن ذلك لم يمنعه من المناجاة في الليل. فكان يقضي ساعات من الليل في العبادة وكانت عيناه تغرورق بالدموع وهو يسأل الله الشهادة وحسن العاقبة وقد نال ما يريده في يوم السبت الحادي والعشرين من فروردين من عام الف وثلاثمائة وخمس وتسعين في خط عمار على إثر انفجار قذيفة، وقد أصابت صدره ووجهه العشرات من الشضايا.

لقد قُطفت واحدة من أجمل زهور بستاننا بشهادة محمدتقي واشتدّت علينا الظروف بعده وأصبحت أكثر صعوبة. لقد فقدنا أحد رموزنا وامتلأت صدورنا بألم الفراق؛ أمّا هو فقد نال أمنيته وتحقّق حلمه القديم. وبقي مكانه ومكان محمود رادمهر، ومكان سيد رضا طاهر، وعابديني وكابلي و... خالياً، لايمكن أن يُملأ بسهولة.

كانوا يمثّلون قوة الفرقة وعضدها. والعمل من دونهم وملء فراغهم أمر في غاية الصعوبة. ولقد تعرّضت الفرقة لضربات قاسية بغيابهم؛ إلاّ أننا لم نتوقف وأصبحنا أقوى يوماً بعد يوم ببركة دماء هؤلاء الشهداء الذي لايمكن بيان شأنهم العظيم في قالب الكلمات والصور.

نسأل الله تعالى الثبات وعدم الزيغ والانحراف عن الطريق والبقاء في المسير حتى نلتحق بشهدائنا الأعزّة.

القائد حميد رضا رستميان ـ قائد فرقة كربلاء (25).

إشارة:

مضت ثمانية أيام وفكري مشغول بالشهيد محمد تقي سالخورده. أشعر بأنه معي في كلّ مكان. كأنه يتكلم معي حيثما أذهب، و أراه حيثما أجلس. حتى عندما أكون مشغولاً بعمل يتعلق بشهيدٍ آخر، أشعر بوجوده بين الأسطر.

في هذه الأيام لم يفارقني الشهيد محمد تقي بالرغم من انشغالي بإكمال كتاب صديقي الشهيد كريم رجب بور.

فقررت الذهاب إلى (نكا) حتى التقي بعائلة الشهيد وأبدأ بجمع خاطراته بمساعدتهم، إن كان الشهيد يراني لائقاً وكفواً لذلك.

في تاريخ 30/10/1396 وفي الساعة التاسعة ليلاً اتصلت بوالد الشهيد، وبعد التحية والسلام عرّفت نفسي؛ لكنّ والد الشهيد لم يكن يعرفني، فسألني:

ـ من أين تتصل.

فقلتُ: من بابل، أريد أن آتي إلى بيتكم غداً، إن سمحتَ لي بذلك.

قال: أنا في خدمتك.

ثم اتصلت بوالدة الشهيد محمود رادمهر وطلبتُ منها أن نذهب سوية لبيت الشهيد محمدتقي.

طبقاً للتنسيق الذي قمتُ به مع زوجتي ذهبنا إلى (ساري) حيث بيت الشهيد رادمهر وبعد الصلاة وتناول وجبة الغداء اتجهنا نحو (نكا) و قرية (شهاب الدين). وبعد أن استأذنت من والدة الشهيد رادمهر ذهبنا إلى مزار الشهيد محمدتقي سالخورده. 

قرأنا الفاتحة لجميع الشهداء. أخذت أنظر إلى وجه والدة الشهيد رادمهر وقد أرخت بنظرها إلى صورة الشهيد محمدتقي وكأنها ترى فيه صورة ابنها الشهيد الذي بقي في (خان طومان). قمت بالتقاط عدة صور لها وهي واقفة بجنب مزار الشهيد.

سرنا نحو بيت الشهيد. كان المكان بقرب بيته مملوءاً بصور شهداء المنطقة و مدافعي الحرم الزينبي. طرقنا الباب. فجاء والدا الشهيد لاستقبالنا، سلمتُ عليهما، قبّلتُ والد الشهيد وعندما وقعت عيناي على والدة الشهيد شعرتُ بأني أرى محمدتقي مرة أخرى فقلتُ لها متعجباً ولم أستطع أن أخفي ما في داخلي:

ـ يا حاجّة! ابنك يشبهك كثيراً.

ابتسمت الوالدة، وكان الجو معنوياً ورائعاً. تحدثنا لدقائق وبعد حوالي عشرين دقيقة قلتُ: جئت لكم لأقول أريد أن أقوم بجمع خاطرات الشهيد محمدتقي إن سمحتم لي بذلك.

فقال أبو الشهيد: محمدتقي كان ابني سابقاً؛ أمّا الآن وبعد أن استشهد فهو متعلق بالجميع. وقالت والدة الشهيد: إن محمد تقي قال قبل ذهابه: سأعود بعد سبعة أيام. وقد صدق، فقد عاد جثمانه بعد سبعة أيام و...

شكرتهم لاعتمادهم عليّ وثقتهم بي.

أعلم جيداً بأنّ طريقاً صعباً أمامي ومسافة طويلة، لكنني أعرف أيضاً بأنني سأقطعها وسأصل الهدف مع شيء من التحمل والسعي الحثيث؛ لكن الويل من مجموعة من قليلي الفهم الذين يضعون حجر عثرة في الطريق، ويريدون إضعاف همّتنا وعزمنا.

كما يقول حافظ في أحد غزلياته:

تحدّث البلبل في السحر مع نسيم الصبا

بأن أنظر ماذا فعل حب الورد بنا

سال الدم من وجهي على قلبي

وابتلاني من ذلك البستان المملوء بالورد، بالأشواك

أنا عبد لهمّة ذلك العزيز

الذي فعل الخير من دون رياء

أنا لا أشكو من الغرباء

فكل ما جرى لي بسبب ذلك القريب

اتجهنا بعد ذلك نحو بيت الشهيد وكنا قد اتصلنا بزوجته مسبقاً وسوف تُطبع خاطرات زوجة الشهيد في كتاب آخر على حدة.

ولايسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لقائد فرقة كربلاء (25) القائد حميد رضا رستميان، وللسيد هادي روشن روز (صهر الشهيد) والسيدة قدسية اسماعيل بور، لمساعدتهم لي. وأهدي هذا الكتاب لروح الشهيد محمدتقي سالخوردة وشهداء الحرب المفروضة ومدافعي الحرم خصوصاً شهداء ام الرصاص إلى خان طومان.

مصيب معصوميان

 

تعليقات الزوار

سلة المشتريات