ربيع الشباب
مرحلة الشباب في الواقع هي ربيع العمر وفصل ازدهار القوى والقابليات التي أودعتها يد الحكمة الإلهية في وجود الإنسان. فعلى الشاب أن يعرف نفسه بشكل صحيح لكي يتمكن من الاستمتاع الأفضل والأكثر من هذه القابليات والمواهب الإلهية واختيار الأهداف الصحيحة في الحياة، فإنه من خلال معرفة نفسه يستطيع أن يفهم مواهبه وميوله الذاتية والموجبة كما بإمكانه أن يعرف الآفات وصفاته النفسية السلبية وبالتالي يتمكن من اختيار الطريق الصحيح نحو أهدافه ومقاصده.
المرحلة الأخرى هي اختيار النموذج المناسب والموفق. فاتّباعُ مَنْ اختار اهدافَ حياته الصحيحة ببصيرة ومعرفة كاملة، وقطع طريق الموفقية وتمكن من تحقيق أهدافه، ضمانٌ يريح البال لقطع طريق الحياة الصحيح.
الإمام الخميني أحد النماذج الموفقة التي يمكننا اتّباعه في جميع مجالات الحياة الشخصية والاجتماعية و السياسية، واختيار طريقته في الحياة بغية الوصول إلى الأهداف الإنسانية العالية.
الإمام الخميني شخصية محبوبة في كيان الأسرة وبين الأصدقاء والمقربين منه، ونستطيع من خلال التركيز على أساليبه العملية أن نكشف سر هذه المحبوبية. فسماحته من خلال مراعاته للنظافة والأناقة، واحترامه للكبار، وعطفه على أفراد الأسرة ومَنْ حوله صغيراً وكبيراً، ومراعاة حقوقهم والاهتمام براحتهم، والصبر وتحمل التصرفات السيئة ومشاكل الحياة، استطاع أن يجلب محبة واهتمام مَن حوله.
واحدٌ من أهمّ رموز موفقية الإمام الخميني مراعاته للنظم والترتيب في الحياة؛ فبالرغم من كثرة مشاغله واهتماماته، استطاع من خلال البرمجة الصحيحة والتزامه بالنظم أن يستمتع من فرص الحياة وأوقات العمر على أحسنِ نحوٍ. حيث قيل: أنّ بركات عمر الإمام هي نتيجة مراعاته الدقيق للنظم.
وقد قمنا في هذا الكتاب بتنظيم سيرة الإمام الخميني وطريقته العملية في الحياة كشاهد صدق وحق على أفعاله وإرشاداته الحنونة؛ عسى أن نتمكن من خلال الاقتباس وتقليد طريقته في الحياة ونصائحه أن نسير في طريق الموفقية في حياتنا الشخصية والاجتماعية إن شاء الله تعالى.
تعليقات الزوار